
Title | : | خرائط التيه |
Author | : | |
Rating | : | |
ISBN | : | - |
ISBN-10 | : | 9786140116313 |
Language | : | Arabic |
Format Type | : | Paperback |
Number of Pages | : | 408 |
Publication | : | First published June 1, 2015 |
ماذا لو كانت قيمة الإنسان ميتًا أعلى منه حيًّا؟
مضيق هرمز. خليج فارس، أو الخليج العربي. بئر برقان. بئر زمزم. الهلال الخصيب. فلسطين المحتلة. دلتا سيناء. البحر الأحمر. مضيق باب المندب.
من مضيقٍ إلى مضيق.. نبحثُ عن معنى.
إذا لم يكن هناك ما يقال..
فلتَقُل ما لا يُقال.
خرائط التيه Reviews
-
"قبل تلك اللحظة كان كل شيءٍ على ما يرام"
هكذا تفتتح بثينة العيسى روايتها الأخيرة "خرائط التيه" محدّدة بدقة قبطان عجوز، لا يملك في جعبته سوى خرائط متآكلة، اللحظة التي تاهت فيها سفينته في عرض البحر!
وعليك، إن قرّرت أن تستقل السفينة، ألا تعتمد كثيرًا على حكمة وخبرة هذا القبطان لتصل إلى الضفة الأخرى. إذ أنك ما إن تبحر في الرواية حتى تجد نفسك تائهًا في سرد بثينة العيسى، عبثًا تحاول البحث عن خريطة، كما كان يبحث فيصل وسميّة عمّا يرشدهما إلى مكان ابنهما الذي اختطفته عصابة إفريقية تتاجر بالأطفال في مكّة!
تجد بوصلة ملقاة على قارعة الرواية، تلتقطها، تعبث بابرتها المدببة، تعتقد آملاً بأنها سترشدك إلى الإتجاه الصحيح وإلى النهاية السعيدة التي ستغلق بعدها الرواية مبتسمًا، تقطع ٢٠٠ صفحة وموجة من الرواية، أنفاسك تتلاحق، ابرة البوصلة تتراقص بشدّة مشيرة إلى أنك تسير على الصراط المستقيم، ها هي عقدة الرواية على وشك أن تنفكّ أخيرًا، إنّها النهاية و... وتجد بثينة العيسى تعتمر قبعة القبطان البيضاء وتبتسم لك في مكر وهي تربط عقدة أخرى في منتصف الرواية، ثمّ تدفعك من كتفيك في متاهة التيه مجددًا، وصوتها يجلجل خلفك "التيه يعني أن تأتي إلى المكان الصحيح في الوقت الخطأ".
في المحن، يتعلّق المرء بكل شيء لينجو من الغرق، بأعواد القشّ، أرجل الضفادع، وبقبس من إيمان خفيّ!
"فالبعض منّا، يساعده الله، أمّا البعض الآخر .. عليه أن يساعد نفسه"
وفي محنته، يختار فيصل لغة محايدة تمنحه القدرة على التّماسك، وتبقيه على حافة السّطح لفترة أطول، فيسمي حادثة اختطاف ابنه ب"الأمر". بدأ "الأمر" في، ينتهي "الأمر" عند. حدث تطوّر في "الأمر". لقد "كان في حاجة إلى لغة محايدة ومطفأة للتعبير عن ألمه في محاولة مضحكة للسيطرة عليه"
أمّا شقيقه سعود، دون جوان، الشرطي الطيب، باتمان النبيل، لم يكن في مقدوره، وهو العاجز، إلا أن يخرج لعرفة ما استجدّ من "الأمر"، ثم يعود ليخبر شقيقه إلى أيّ حدّ بلغت بشاعة "الأمر".
لن يخفى على القارئ كيف أن معالجة بثينة لشخصية فيصل، بطل الرواية، تشبه إلى حدّ ما معالجة دوستويفسكي لشخصياته، فكلاهما اشتغل على البناء النفسي للشخصية الروائية.
"أنا الذي يهيم في الجحيم، أنا الذي لا ينتظر المعجزات الإلهية، بل يخرج ليصنعها، أنا ابن الكلب، أنا فيصل"
هكذا يردّد فيصل وهو الذي اكتشف بأنه لم يضيّع ابنه فحسب، بل أضاع في رحلة البحث عنه، زوجته، والله..ونفسه.
كما سيلاحظ القارئ ذكاء العيسى في لملمة حوارات الرواية، فللوهلة الأولى سينزعج، كما انزعجت أنا، من تداخل الحوارات وتتابعها دون معرفة من يخاطب من، ثم سيكتشف أن العيسى تتعمّد إحداث هذه الفوضى لتجعل القارئ تائها إلى أقصى درجة، وهو ما ذكرني بنفس التقنية التي مارسها ساراماغو في روايته العمى حين جعل من القارئ، بفضل حوارات شخصياته المتشابكة، أعمى بشكل ما!
لا أدري إن كنت سعيدًا أو حزينًا بالطريقة التي أنهت بها العيسى الرواية، ولكني أعلم على وجه اليقين أنني لم أخرج منها إلا تائهًا! -
خرائط التيه .. رواية لن تفارق رأسي على الاقل شهرين , و ستطرق ذاكرتي بين الحين و الاخر ما حيت
مشاري, فيصل , سمية , سعود , مكة , سيناء .. اسامي كلما ذكرت أمامي ستذكرني بالتيه و خرائطه , بالواقع الاليم .
هي قصة الطفل مشاري ,الكويتي الذي لم يتجاوز السابعة من عمره يختطف في بيت الله و يقاسي ما لا يمكن لعقله الصغير ان يستوعبه , و بداية رحلته ورحلة عائلته نحو الشقاء . تلك الرحلة التي تفتح أعينهم على عالم آخر , عالم فاق بوحشيته عالم الحيوان ,عالم المتجارة بالبشر والاعضاء البشرية .
" الالم يوجد في التفاصيل, الحب يوجد في التفاصيل. سمع و قرأ ان الرب يوجد في التفاصيل , اليوم فقط فهم المقصود "
الرواية المفيدة هي تلك التي تغير فيك أشياء بعد انتهائك منها , تحيي فيك أشياء و تقتل أشياء اخرى , الرواية التي تجعلك تتأمل و تتفكر و تتسائل . تلك التي تغريك لالتهامها دفعة واحدة , تسرق من عينك النوم وان عجزت عن سرقته فهي تتخلل في نومك وتفاصيل يومك تستحثك للعودة لقراءتها .
الحبكة و اللغة جيدة جداً , و النهاية غير متوقعة , ابدعت في تصوير الاحداث و وجدت نفسي اندمج مع الرواية لدرجة سماع الاصوات والاحساس بالالم , ناهيك عن الدموع و التعاطف الى درجة توجع القلب و تفقد الشهية .
"الزمن ليس حليفاً لك , الزمن هو العدو"
كنت اعد الايام بل والساعات و هذه العبارة تجول في خاطري , وكانت تدفعني للاستمرار بالقراءة لدرجة اني انهيت 260 صفحة بصورة مستمرة
راجعت في الرواية نقاط مهمه , منها :
1- حماقة اصطحاب الاطفال الى الحج او العمرة او زيارة العتبات المقدسه عموماً .
2- التمييز العرقي .
3- المتاجرة بالبشر , و تجارة الاعضاء خصوصا
4- التمسك بالله عند الازمات
5- التكاتف الاسري .
6-التناقض و فهم الدين بصورة خاطئة .
قداسة بيت الله تطرد شياطين الجن لكنها لا تطرد شياطين الانس اصحاب النفوس المريضة , ناهيك عن خطورة تعرض الاطفال للدهس او الاختناق , اما التمييز على اساس الجنسية والبشرة فهي قصة اخرى اعجز عن استيعابها , عالجتها بثينة بصورة مختصرة لكنها تركت اثراً عميقاً في نفسي , و المتاجرة بالبشر و المخدرات و غيرها من الامور التي تنص الحكومات قوانيناًُ صارمة ضد مرتكيبها و هي تحرك بخيوط الحكومات نفسها , و هو ما اشارت له الكاتبة بصورة ضبابية تنقصها الجرأة لكن لا الومها .
"ربما كان هو الشيطان الذي كان يستعيذ منه طوال عمره ."
عتبي على الكاتبة هو ربطها التدين بالجنون , والانحراف الخلقي .
نجد "نظام شجاع" يصلي , بل ويلتزم بالصلاة و لا يضيع صلاة الفجر ثم يتوجه لاغتصاب الصبي بعد الفراغ من صلاته . و سمية التي وجدت الله بعد ضياع و وثقت به و تضرعت اليه ليعيد لها ولدها تدروشت و كأن مس من الجنون اصابها , لو كان الكاتب من ديانة اخرى او اجنبي لإتهمناه بالتهجم على الاسلام , اعلم ان الكثير من اللصوص والمغتصبين و المجانين يتدعون الدين لكن الربط بهذه الطريقة هو تشويه لصورة الاسلام و هذا آخر ما ينقصنا في هذه الفترة ! اعلم ان الكاتبة تحاول نقد التناقض و فهم الدين على اساس كونه صلاة و صيام فقط ونبذ الجانب الاخلاقي متناسين حديثه الشريف : ( الدين المعاملة) لكن طريقة الكاتبة كانت سيئة .
وكما قلت الحبكة جيدة لكن الجزء المتعلق بهروب مشاري وجدت فيه بعض الركاكة , طفل ضعيف شبه مخدر يهرب بهذه السهولة من عصابه متمرسة ؟
عدا هاتين الملاحظتين , فالرواية كانت رائعة.
" و لأول مرة بعد سنوات طويلة جداً, شعرت بأنها تحن الى خيمتها في ليتشور , الى براءتها المكسورة على نحو لا يمكن اصلاحه"
آلمتني مريم جداً , يا ترى كم مريم توجد في بلداننا ؟ مريم التي ربما لا تموت نزيفا ً لكنها تموت من الداخل وتسلك دروب البغاء مجبرة لا مخيرة .
. ناقشت قبل فترة مع عدة اشخاص تمكن المرأة من خوض غمار الكتابة , فكان رأي البعض ان ابداع المرأة يقتصر على الروايات العاطفية - التي تعجب المرأة فقط - و كتب الطبخ. كنت استشهد برضوى عاشور و اشيد بمقدرتها على احتواء معاني و دروس انسانية , و تسجيل التاريخ ف�� رواياتها بعيداً عن الحب و الغرام , و ها انا اليوم امام مثال آخر لكاتبة أخرى ترفع الرأس .قراءتي الثانية لـ بثينة , سأقرأ لها المزيد
" لا تستطيع ان تعطي ابنك اماناً كاذبا لكن اتدري اين المشكلة ؟ المشكلة ان الامان كله كاذب , الامان كذبة " -
دبجت العبارات وجهزت عدة اقتباسات وكتبت ملاحظاتي على الهوامش انتظارا لنهاية الرواية لكتابة مراجعتي لها. فلما انهيتها لم يسعني إلا البكاء.
ربما سأكتب عنها يوما ما ولكنني لن أنصح بقراءتها أبدا
مرت خمس سنوات و ما زلت غير قادر على اضافة حرف واحد -
لا أدري كم فاجعة تحتاجها بثينة كي تكتب ؟!!!
كالعادة .. كلمات متشحة برداء سوداوي عجيب، وكأن التراكيب الجُملية خُلقت للبكاء، لا لشيءٍ آخر ..
وكالعادة أيضاً .. نفس الأسلوب المقزز في طرح أي جانب روحاني، إيماني ..
لا بد أن تُظهر بروز كبير للعته في شخصية المتدين، وردود أفعاله ..
لا يعرف كيف يتصرف، متى ينصح، أو كيف ينصح أو يتعامل برقي أكثر ..
مع أنها تحاول طرح أكثر من قضية وشبكها بنفس الرابط ، إلا أن سياق الأفكار يتفلت من روابطها الركيكة ..
نعم، اللغة وطريقة السرد جيدة .. ولكن المحاور الرئيسية في القصة ضعيفة ومهزوزة ..
فجأة كل شيء انقلب على رأسه .. لا تدرج .. كانت ترى ابتعاد ولدها عنها وكان بالإمكان اللحاق بمشاري للإمساك به، ولكن لابد من الدراماتيكية المحببة لها .. تتفلت الخيوط ثم تتقطع ثم النحيب والنحول التدريجي والعذاب الفظيع على الفجيعة الكارثية !
"تهريب الأطفال والمتجارة بهم" موجود وفي كل أنحاء الأرض، إذاً هي ناقشت قضية مهمة وهذا "جيد" على الأغلب .. ولكن كيف طرحتها .. "باسلوب مفتعل مبالغ فيه!."
بعض القرآء حذرني من الألم مع قراءتها .. قلت لا بأس لن أتألم لأنها في الغالب ليست مقنعة، أو تحتاج أشواطاً من الدقة حتى تقنع مخازن الدمع عندي لإنزال قطرة أليفة كتوقيع طيب على نجاح العمل وقوته :)
إذاً لماذا أقرأ لبثينة إذا كنت لا أقتنع بموهبتها؟!
الجواب: أنا لا أنكر أنها موهوبة، ولغتها ممتازة .. ولكن في كل مرة أعطي نفسي فرصة أخرى .. لعل لديها ما يعجبني حقاً وبدون تكلف ..
نعود للقصة ..
"فيصل" .. وبكل برود يلحد بالله لأن ولده اختطف!. عجيييييب لأول مرة أعرف أن الإلحاد يأتي فجأة وبدون مقدمات وبسبب ابتلاء بالعادة يقرب من الله حتى الكافر وليس فقط المسلم .. "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون" ولنفرض أن ردة الفعل من المشكلة جعلته يلحد وهذا مستبعد جداً لأنه لازال في بداياتها ولم يفكر جيداً بعد .. وهذا لا ينطبق على النفس البشرية التي حينما تدخل في صدمة لا تفكر كثيراً .. مع أن الملحد لا يختار أن يكون ملحدا إلا بعد تراكم ذنوب كثيرة وشكوك كثيرة وتلبيسات كثيرة .. "يعني: مبالغة كبيــــرة"
كل الأقدار في القصة تعاند الأبطال، لا شيء يستقيم بل يسير بالعكس، ثم ماذا؟ ثم البكاء .. البكاء .. البكاء :D هكذا بكل بساطة "خرائط التيه" المقصود منها "خرائط الدمع الأزرق على الخد الشاحب " هههههه
ملاحظة : متى حجت الكاتبة آخر مرة ، المعلومات قديمة ؛ على حسب
مراجعة الأخ هاني ..
. -
"أهلاً بك في جحيم العدالة، في المكان الوحيد الذي يساوي بين البشر؛ في عالمِ الجريمة.."
من الكتب اللي قلبك حيوجعك أوي وأنت بتقرأها..وحتخلص الكتاب و حتبقي خايف علي ولادك ومش حتصدق إن ممكن تكون الدنيا بهذه القسوة...
لا ينصح به لأصحاب القلوب الضعيفة!
"لن تجيء أبدًا تلك اللحظة التي يصبحُ فيها كلّ شيءٍ على ما يرام..و لا تنتظر أن يخلّصك أحد، لأن أحداً لن يأتي..
أما أنا يا صحابي فمازلت تائهاً و إذا فكرت في الأمر أكثر..فكلنا في التيه.." -
السابع من ذي الحجة، الملايين تطوف بالكعبة المُشرّفة، حامدين شاكرين، طالبين العفو والمغفرة من ربّ العزة. تتأمل من بعيد مشهدًا روحانيًا جليلًا لا يتكرر سوى مرة واحدة في العام، تقترب الصورة أكثر من الطوفان البشري، تتضح الوجوه تد��يجيًا، ولكن هيهات أن تتعلق بوجهٍ وتتأمل ملامحه وسط هذا التزاحم؛ تحاول الاقتراب أكثر من المشهد، ينكشف لك نظام خفيّ يحكم الطوفان، كل مجموعة من بلدٍ ما تجدها متلاحمة مع بعضها كي لا تتوه، وكل عائلة تتشبث بأيادي بعضها كي لا تفترق. تلمح بين الجموع سيدةً تصرخ، تبدو مفزوعة، كأنها فقدتْ شيئًا ما، لحظات وتلمح رجلًا يلتفت إليها، كأنها كانت تناديه، ولكنها لا تهدأ بعد انتباهه لصرخاتها، وهو أصابه الرعب وشاركها الصراخ
ماذا يحدث؟، هل تاه أحدٌ آخر؟، تقترب أكثر من المشهد، تُزلزلك الصرخات المُفجعة في الساحة المُقدسة، الصرخات التي لا تُكاد تُسمع وسط التكبيرات؛ تُنصت وتحاول التركيز معهما، أنها تصرح باسم مشاري، تأمره: مشاري، قف مكانك، لا تتحرك. تمُر ثانية ثم تسمعها تصرخ من جديد: لا، مشاري، امشِ، امشِ!. حسنًا، مشاري طفل مفقود، وهذان أبواه.
ينطفئ وهج المشهد الروحاني من حولك وتتحول الساحة إلى مكانٍ فارغ ومُقبض تترد صرخات الأم المكلومة في أرجاءه، يا ربي!، تتلفت حولك مفزوعًا من أثر الألم، تبحث معهم، يعود المشهد كما كان، الملايين تدور حول الكعبة، وسمية تدور حول نفسها، تبتعد بالمشهد لرؤية أوسع، تتضائل الأجساد، تتزاحم، تتقارب المسافات وتقل الثغرات.. تبتعد أكثر، الحرم صار كالمتاهة... تبتعد أكثر، صارت مكة كلها متاهة!، رباه!، كيف يصنع اختفاء طفل كل هذا التيه؟.
من هنا تبدأ المأساة، يبدأ البحث وتبدأ رحلة التيه، ومع كل خطوة تخطوها بعيدًا عن ساحة الحرم يتسع مدى التيه مئات الخطوات، الأمر تعدى حدود صفحات رواية وصار كابوسًا على أرض الواقع. مشاري هو ابنك المستقبلي، أو ابنك الحالي، أو ابن جارك، أو ابن الشارع الجالس بجوار صفائح القمامة يقتات من طعام الكلاب والقطط. تسافر مع الوالدين المكلومين، تبحث عن مشاري، ابنك، ومع كل يوم وكل ساعة تمر تتكاثر الأسئلة المرعبة عن مصيره، يتضائل الأمل تدريجيًا، اليوم تتمنى أن تجده سليمًا مُعافى، غدًا تتمنى أن تجده مريضًا وكفى، بعد غدٍ ستدعو الله أن يقتصر الأمر على خسارة إحدى ذراعيه، بعد ثلاثة أيام ستبكي داعيًا الله أن تجده حيًا!. تمر الأيام في هذا التيه المؤلم، وفي الجانب الآخر هناك مأساة أقبح مما تتصور تحدث لطفلك، أو طفل سمية، أو أي طفل في هذا العالم الموحش.
لا تنتظر من هذه الرواية سوى الألم وحرقة القلب، ولا تخافها أيضًا، فالألم ليس بالشيء القبيح، الألم مهم، الألم خير مُعلم، وخير من يفتح عيونك على الحقائق الصادمة. بثينة تكتب لأجلك، بثينة زوجة وأم، بثينة تعلم ما لا تعلمه وترغب أن تعلّمك الدرس قبل فوات الأوان: لا تنخدع بوجه الحياة الضاحك، فهو قناع مزيف، يمكن أن يختفي في أي لحظة ليكشف لك عن وجهٍ مرعب، وجه شياطين البشر أجمعين، وجه لا تتمنى أن تراه، فكن مستعدًا لكابوسٍ كهذا في أي وقت.
تمت -
انتهت الرواية، وبقي الأثر!
نعلم أن الروايات الجميلة وحدها، والمكتوبة باحتراف، هي التي تبقى في البال طويلاً، أستطيع أن أقول الآن، بكل تأكيد، أن "بثينة العيسى" قفزت قفزة واسعة، رغم أنها كاتبة محترفة منذ رواياتها السابقة، لكنها استطاعت أن تخرج من عالمها "الأثير" المرتبط بالمرأة، إلى عالمٍ إنساني أكثر تشعبًا ورحابة، ولعلها المصادفة أنه أكثر ألمًا أيضًا!
تنتقل في الأماكن والشخصيات لتنقل ببراعتها المعهودة بؤس وقتامة وقسوة هذا العالم الذي يبدو أننا نعيش على هامشه غائبين عما يدور به من مآسٍ ومصائب تفتك بالإنسان وتدمر الإنسانية لصالح "الكبار" ذوي السلطة والجاه دومًا!
هنا تنتقل "بثينة" من حالة خاصة وحادثة قد تكون عابرة، إلى همٍ إنساني عام، ومشكلة عالمية دولية، لم تحرك لها الدول الكبرى الجيوش، ولم تصرف في سبيل التخلص منها المليارات، بل وربما بقيت حتى الآن مستفيدة منها كشأنها مع كطل ما يجلب لها المال ويزيد من عدد العبيد! وهكذا ظلت تلك القضية حكرًا على محاولات "منظمات حقوق الإنسان" كلً حسب طاقته!
تبدأ الحادثة باختطاف "طفل" كويتي، ولكنها لا تنتهي عند عصابات تجارة الأعضاء البشرية وبيعها لمن يدفع الثمن!
هكذا استطاعت "بثينة" أن تنقلنا إلى هذا العالم السوداوي الكئيب الموبوء، واستطاعت بقدرٍ عالٍ من الاحتراف أن تصوِّر هذا الألم والوجع الإنساني بكل براعة!
ذكرتني هذه الرواية ب"طنطورية" رضوى عاشور، كتابة الألم بهذه الشاعرية كان حرفتها!
.
ملاحظات أخرى:
في الروايات التي نحبها أيضًا نشعر أن كل شيءٍ مكتوب بحساب، أعجبني جدًا تقسيم الرواية على فصول قصيرة، بدت كأنها "فلاشات مكثفة" لأن المشاهد لا تحتمل المزيد من التفاصيل، بدت أيضًا لغة الحوار مشذبة وذكية كثيرًا، وتحمل في ياتها أضعاف ما تشي به، لاسيما حوارات سمية وزوجها، وسعود وأخوه
.
الرواية على طولها (400) صفحة، وعلى ما تبثه من وجع فقدان الولد وألم في طيّات اختفاءه وتعريضه للأذى، إلا أنها تحمل قدرًا تشويقيًا غريبًا، فأنت لا تمل منها ولا تريد لها أن تنتهي فعلاً !
.
النهاية يا إخواننا .. النهاية
مكتوبة باحتراف شديد، ماذا تتوقع لقصة مأساوية تتحدث عن اختفاء طفل من اهله؟ لايوجد إلا طريقين، إما أن يجدوه في النهاية، أو يتأكدوا من فقدانه للأبد، ولكن بثينة العيسى تمسك بال"النكد" بأطرافه، لاتوجد حلول سعيدة بعد كل تلك المآسي المحكيّة والمخفيِّة المروعة، قد يعود الطفل إلى أهله، ولكن بعد ماذا؟!!!
الحقيقة أن هذه الرواية تحتاج بالتأكيد إلى قراءة ثانية :)
.
شكرًا بثينة لهذا العمل تحديدًا
وشكرًا لأنكِ لم تخيبي ظني أبدًا
كتبت عنها لليوم الجديد
http://elyomnew.com/articles/36586
........
واقرؤوا ما كتبه طاهر الزهراني أيضًا
https://www.goodreads.com/review/show... -
يعيبها الكثير من المط والتطويل
تشعر بأنها مسلسل درامي لا ينتهي
لكن بثينة لازالت روائية مميزة وصوت مهم في الأدب العربي المعاصر -
رواية مؤلمة حدّ الخوف، مُرعبة حدّ هجرة النوم!، تباً .. هُناك من يغيّر وجه العالم بأفعاله، هُناك من هُم أقسى مما نعتقد، هُناك من يقتل طفلاً ليبقى طفلٌ آخر بخير، وهُناك من ينتفع بهذا كُله. لم تكن الرواية سعيدة، لم تكن قادرة على غرس أمل، لم تكن مليئة بالصبر، بل كانت مُزعجة، جعلتني أغضب أرغب بتمزيق صفحاتها، برميها في أقرب محرقة، لكنّها واقعٌ موجود، هيَ ألمٌ ينبض في خاصرة العالم، خطفوه، غيّروه، ولم يعيدوه، وأضاعوا أجيالاً كادت أن تحضر في المستقبل بكل بريق.
××
التساؤلات التي طُرحت في الرواية هيَ لُب الرواية، فإلى أيّ مكان نحن يُمكننا البقاء مُتماسكين، وما هيَ قُدرتنا على البقاء كوحدةٍ واحدة نتعاضد، ونسيطر على تفاصيل صغيرة قد تقودنا إلى الجنون المُحكم الذي لا مهرب منه. إلى أيّ شيء كانت تقودنا هذه التساؤلات؟ .. إلى الشكّ بجدوى البشر، إلى انتهاء صلاحية البقاء معهم على نفس الكوكب، لا يوجد من هوَ مثاليّ في عالم هذه الرواية من يحاول أن يكون مُختلفاً فحتّى البطل -يحتسي الخمر لحظة الضعف- لا أبطال مُختلفين ولا شخصيات تبحث عن الكمال، بل الكُل في خرائطه تائه، يبحث عن قوّته الخاصّة.
الحوارات، لعلها أجمل ما في الرواية، فالحوار حقيقي جداً رباعي الأبعاد، يمكنني الشعور به ويُمكنني استشعار وقته، يمكنني الاحساس به بشكل حقيقي، تمكنت من سماعة في "سيناء" -نعم مساحة الرواية كبيرة جداً مكّة الكويت سيناء وشيءٌ من الطُرقات الطويلة- هذه الحوارات هيَ من أبقتني متيقضاً مُتحسباً لأيّ طارئ.
لماذا كُل النهايات سعيدة؟ فلتكن النهايات مثل هذه النهاية أليمة، تغرس أضافرها في القلب تقطّعه، فلتكن مُزعجة قاسية جداً، مع ومضة أمل بسيطة، لتكن بعض النهايات هكذا مشوّهة المعالم حارقة. -
ملحمة تراجيدية. بثينة كعادتها تكتب برشاقة، تشدنا من فصل إلى آخر دون أن نشعر بالوقت.
أنا معجبة بهذا الزخم الجغرافي والقدرة على وصف كل هذه الأماكن كما لو كنا نراها بأم العين (مكة، الكويت، عسير، سيناء).
التوازي بين مشاري ومريم والمقارنة بين مثيرهما كانت ذكية؛ كيف يمكن لطفلين يمران بذات المصيبة، ويحصل أحدهما على فرصة أكبر للنجاة لاختلاف جنسيته.
أتحفظ بشدة على ورود تفاصيل جنسية فيما يتعلق بجرجس وعضوات العصابة. أعلم أن ذكر هذا مهم لفهم طبيعة العلاقات بين الشخصيات، لكن كان يمكن استخدام الكنايات، و"إن الله حيي كريم يكني بما شاء عما شاء."
وكذلك أيضا الاغتصابات التي تعرض لها الطفل مشاري، كان يمكن أن تنقل الفاجعة بشكل أقل مباشرة، وسيثير هذا القرف نفسه لدى القارئ تجاه المجرم.
وتبقى القضية الأكثر أهمية عالقة؛ أعني تصرف الإنسان تجاه الفاجعة وتأثير ذلك على علاقته بربه. من الواضح أن كلا الأبوين تطرّف في ردة فعله، {إذا مسّه الشر جزوعا}. الأب فيصل الذي كفر، والأم سمية التي تدروشت ومن الواضح أنها صارت تميل إلى الحلولية ووحدة الوجود كما يظهر في الفصل الذي يتحدث عن وقوفها بعرفة.
لم أجد في الرواية أي صوت قادر على الإجابة على القضية. لذا أعتبر أن الرواية ذات نهاية مفتوحة بشكل أو بآخر، ليس من حيث الأحداث ، بل من حيث الرسالة.
برأيي أن هذا السؤال لا يجوز أن يبقى عالقا، لأنه لا يتعلق فقط بقصة هذه العائلة المنكوبة، بل بما يحدث في هذا العالم؛ كل النكبات هذه والمظالم والمآسي والحروب التي تنزل على البشر وتجعل الكثيرين يتساءلون "أين العدل؟"، كيف يفهم الإنسان فلسفة الابتلاء الرباني؟ وكيف يجتاز الفاجعة دون أن يؤثر ذلك سلبا على علاقته بربه؟ -
:ثلاثة دروسٍ سأهمسُ بها في أذن ابني حين يُولد، إلى أن يحفظها كإسمه
البشر أوغادٌ، أفظاظٌ، غِلاظُ القلب
الدنيا مُوحِشةٌ وكئيبة، يرتعُ أهلُها في القسوة
تمسَّك بيدي جيدًا ياصغيري ولا تفلتها أبدًا، لا تغبْ عن عيني مهما جرى، فالعالم لم يعد مكانًا يصلح لطفلٍ وحيد
!سامحكِ الله يا بثينة على كل هذا الألم -
" أما أنا ، يا صاحبي ، فما زلت تائها..
وإذا فكرت في الأمر أكثر ،
فكلنا في التيه "
ابدأ مراجعتي بآخر سطور الرواية. ربما لأنها من اكثر الجمل المعبرة عني وعن الكثير منا ، فكلنا في التيه بإختلاف اشكاله !
كيف أكتب مراجعة عن رواية إن استطعت إعتصارها فلن ينسكب منها سوى الألم والبؤس والعذاب .. رواية كلما ظننت انك ستخرج من الفخ ، تجد نفسك تغرق في فخ أكبر منه ... كلما ظننت انك تنجو ، تجد انك هلكت !! ..
سواء كان ألم الأب والأم الذين فقدوا ابنهم ويبحثون عنه أو ألم آلاف بل ربما يمكنني القول انهم ملايين على مدار السنين ...
ملايين الأطفال الضائعة ... ملا��ين الأطفال الذين لم يبحث عنهم أحد ... ملايين الأطفال الذين لم يهتم باختفائهم أحد ... ملايين الأطفال الذين اختطفوا وتعذبوا وقتلوا من أجل جشع الإنسان.. من أجل ان يحصل أشخاص كثيرون على الملايين ويعودوا إلى عائلاتهم وأبنائهم بألاف وملايين فلا بأس أن يموت أطفال بائسين لا يبحث عنهم ولا يهتم بهم أحد !!
الرواية عن مشاري وعائلته .. الطفل الكويتي الذي تاه من أمه في الحج .. ليجن ابوه وأمه ويأتي عمه من الكويت للبحث عنه ليكتشفوا ان مشاري لم يتوه لكن تم اختطافه .
ولدي ليس تائها . إنه مختط..ف .التيه كله لي ."
ننتقل في فصول الرواية مابين الأحداث التي تحدث مع العصابة التي اختطفت مشاري وما يحدث مع مشاري ومابين بحث عائلته عنه .. ليكتشفوا ويصدموا بالكثير من التفاصيل وليعلموا أن ابنهم هو واحد ضمن كثير تم إختطافهم .. لكنه الطفل الوحيد من بينهم الذي تهتم السلطات له بشده لانه كويتي وليس مجرد طفل اسود غير معروف اهله او اهله فقراء !!!
" هل يستطيع أن يدخل المتاهة نفسها لأجل أطفال آخرين ؟"
ربما التركيز طوال الرواية كان على مشارى وما واجهه وماحدث معه من أحداث مؤلمة ومفجعة وصادمة وكثير من الأشياء التي لا اجد في جعبتي كلمات كافية للحديث عنها ... بجانب ما حدث مع أمه وعمه وابوه والتيه الذي دخل كل منهم فيه وطريقة كل منهم في التعامل مع الأمر .
وجاء الحديث عن فتاة اخرى وهى مريم واهلها وماحدث معها كان رعب وألم آخر .. لكنه لم يستمر معنا كثيرا كما حدث مع مشاري..
نعم طوال الرواية كان تركيزى مع مشاري وعائلته وألمهم لكن مع وصولى للجزء الأخير من الرواية والأحداث الأخيرة في الرواية أصبحت أفكر في الأطفال والأشخاص الآخرين .. الذين لم يهتم بهم أحد .. المنبوذين في الأرض.. الضعفاء .. الذين ليس لهم سند بين البشر .. الذين لا يملكون ما يفتدوا به أنفسهم.. الذين هربوا من الجوع ، من البؤس بحثاً عن الأمان ، بحثا عن حياة أفضل ، فوقعوا بين براثن شياطين الإنس ...
" أتساءل أحياناً عن معني ما حدث .هل ثمة معني لما حدث ؟"
اول لقاء لي مع الكاتبة بثينة العيسي ولن يكون اللقاء الأخير بالتأكيد ..
شعرت ببعض الملل وشعرت بإطالة في الأحداث .. لو كان تم اختصارها قليلا كانت ستكون أفضل ..
أعجبني اختلاف رد فعل فيصل وسمية تجاه اختفاء واختطاف ابنهم فأظهرت الكاتبة بذلك اختلاف ردود أفعالنا رغم انهم كانوا على طرفي نقيض لكن أعجبني ذلك لكن هناك بعض الأشياء اغاظتني مثل الاحداث التي حدثت في المزرعة مع الرجل و ماحدث للأب في النهاية . نعم ، ربنا له عقابه لكن ليس بهذا الشكل ، شعرت انها ترغب في إدخال انتقام ربنا لكن بالنسبة لي جاء بشكل سطحى جدا لم يعجبني .
٢٨ / ٤ / ٢٠٢٢ -
قبل تلك اللحظة كان كل شيءٍ على ما يرام "
معك حق ..
... فقبل هذه الرواية كان كل شئ علي ما يرام
!!
اللقاء الخامس مع بثينة العيسي ..
و..
يا إلهي !!!
أين كنت أنا طوال هذه الرواية ؟؟؟
ما هذه الرحلة ؟ ماهذا الشقاء ؟ ما هذا التعب الذي لم يتوقف دقيقة واحدة بدايةً من السطور الأولي وحتي بعد الانتهاء من الرواية ؟
ماهذا التية التي يعتريني أنا أيضاً ؟؟
لقد أتعبتني هذه الرواية من بدايتها وحتي بعد الانتهاء منها ! أتعبت قلبي معها من البداية إلي النهاية، وحفرت في عقلي أخاديد القلق وجعلت من التيه ملاذاً للفكر، فأصبحت أسيرة لأدغال من التساؤلات التي استعمرتني بإرادتي
بثينة العيسي ..
وصفتك من قبل بأنك أديبة المطرقة ( مثلما كان نيتشه فيلسوف المطرقة ) ... فأنت تحملين في يدك مطرقةً حديدية جريئة .. تدقين بها علي قلوبنا وعقولنا .. فنقرأ ونتحمل الألم الذي لا يتوقف .. ونرانا بعد ذلك أسري لمئآت من الاًوتاد التي تجذبنا لموهبتك اللغوية وقدرتك الأدبية
أما أنا .. فلا أدري لماذا مازلت أفكر ..؟
ولماذا تركتني هذه الرواية متشابكة الأفكار .. وكأنك عزيزتي تمنحين ( التيه ) هدية مجانية مع كل نسخة من روايتك
!!
طبعا كل كل الشكر إلي أخي ( شريف متولي ) لأنه هو من أرسل لي رابط تحميل الرواية بعدما بحثت عنها طويلاً
فكل التحية لك أخي علي رقيك واهتمامك ((: -
يا إلهى الرحيم
كم يصبح العالم قاسيًا فى مواجهة طفل تائه!
رواية مرعبة بامتياز -
سئلت رجاء عالم، ذات حوار، عن المرأة والكتابة، فقالت: لم أفكر أبدا أنني امرأة!
من قرأ رواية بثينة العيسى الأولى «ارتطام لم يسمع له دوي»، وروايتها الأخيرة «خرائط التيه»، سوف يصاب بصدمة من المفارقة الصارخة بين العملين، لقد كتبت روايتها الأخيرة بقسوة، ستطال القارئ دون شك، وستربك جمهورها الحميم، لقد كتبت هذا العمل ولم تفكر أبدا أنها امرأة، وهو أمر في صالح السرد دون شك.
..
كتبت بتول الخضيري «غايب»، وكتبت رضوى ثلاثيتها، وكتبت أوفقير عن سجنها، لكن نحن أمام عمل أقسى وأنكى في مباشرته، ووقع أحداثه!
هل قسوة العمل، ومدى أثره على المتلقي دليل نجاح؟
وهل ينبغي على السارد أن يداوم على سرد الرومانسيات، واختيار النهايات السعيدة، التي هي سمة الأعمال الكلاسيكية؟ هي مجرد أسئلة ليس هذا مواطن إجابتها.
مع الرواية:
«سمية» تذهب للحج تفقد طفلها «مشاري» الذي لم يتجاوز السابعة لحظة طواف القدوم، الأب «فيصل» ينتشل زوجته من طوفان البشر، يذهب يفتش عن ابنه بين ملايين الحجاج، الأم تطوف سبعة عشر شوطا بحثا، لكنه ذاب في الزحام، لم يعلما أن دائرة البحث ستتسع تضاريسها، مكة، عسير، جيزان، البحر الأحمر، الجبال، السهول، السواحل، الصحراء، البحر، العريش، سيناء، في محاولة لتتبع أثر طفل خطفه تجار البشر، «فيصل» يريد أن ينقذ طفله قبل أن يباع أعضاء متفرقة، كل عضو على حدة!
تنتشر صور مشاري النحيل في مواقع التواصل، تنتفض جدة، ومكة، وعسير، وجازان، والعريش، وسيناء، بحثا عنه.
يأتي «سعود» من الكويت بملابس مهنته ليبحث عن ابن أخيه.
الطفل الهزيل صاحب البشرة الفاتحة، قلب الدنيا، فالعادة يخطف من لا يشكل غيابه أهمية عند البعض، مئات الأطفال الفقراء المهمشين يختفون دون أن يكون هناك صدى، سوى صرخة مكتومة في جوف أم جائعة، أو دمعة رجل لا يجد أجرة التاكسي ليبلغ عن ابنه المفقود!
..
«خرائط التيه» رواية حدث، ذات إيقاع سريع، واللغة كانت مجرد وسيلة تنقل لنا المشهد بكل تفاصيله عن قرب، في سلاسة، وإتقان، وصفها للشخوص، والأماكن، والحالة الإنسانية، والانتقال من مشهد إلى مشهد، من زمن إلى زمن، كانت بارعة في كل ذلك.
حتى النهاية جاءت موفقة في رسالتين هادئتين تنطوي على الانكسار، والتساؤل، وهل هناك معنى لما حدث.
...
أما الملاحظات التي استوقفتني فهي يسيرة، أبرزها التوتر السردي الذي سببه سرعة إيقاع الحدث، هذا التوتر قد يسبب القفز عدة صفحات؛ لأن رغبة القارئ الملحة في معرفة ما سيحدث تكون أهم بكثير من تتبع خيوط السرد، وأهم من كل التفاصيل الصغيرة التي لا تشبع فضول القارئ أمام رغبته في معرفة المصير، الكاتبة لم تدعنا نتنفس الصعداء، فـ«مشاري» ما إن يتخلص من العصابة إلا ويقع في يد المجرم «نظام الدين»، ما أريد قوله أن التوتر السردي الذي أقصده لا يسلم منه إلا كاتب متمرس على دوزنة العمل أثناء الكتابة.
الحديث عن تصوير المناسك، والترحال، والتيه، العراك الدموي، صور الجثث، الخوف، والارتباك، والفاجعة، والمشاهد القاسية، كل ذلك بدا مرسوما بعناية واضحة، سوى بعض الملاحظات اليسيرة حول المناسك والأداء، فالكاتبة كانت بحاجة لإحاطة بالمناسك، وفقه الاشتراط واليسر.
هناك تكريس لبعض الصور النمطية، لا يتصور، أو من النادر أن يحدث في مكان يعتبر مأوى لكل الأجناس، والأعراق، والمذاهب المختلفة، مما يعطى طابعا تسامحيا متحضرا، أن تظهر فيه هذه الصور التي قد نجدها في أماكن أخرى.
عند الحديث عن روائح الحجاج، وما يتركه الفوج من أثر، تمنيت أن يكون هنا فلسفة لجماليات القبح، والمعنى المنتظر، يقول الفرنسي إيرك إيمانويل عن الروائح «إن هذه الرائحة تذكرني بأني لست أفضل من جاري، إني أشم ذاتي، أشم ذواتنا، ولهذا فإني أشعر بأني في أفضل حال!»، لكن لعل الفاجعة لم تدع مجالا لذلك.
بخصوص الإشارة للمكان والزمان في أعلى الصفحات أرى أنه لم يكن في صالح النص، فقد ساهم ذلك في كشف بيئة النص، حتى على مستوى الشكل، لم يقدم ذلك التنويه شيئا، وقد ذكرني ذلك بالتقنية التي استخدمها السنعوسي في رواية «فئران أمي حصة»، لكنها هناك كانت موظفة وجاءت في صالح النص.
...
رواية «خرائط التيه» تكسب أهميتها وتفردها من أشياء كثيرة، لكن أبرزها أن العمل كتب بشجاعة ووحشية غير مسبوقة، فرغم رعب «فرنكشتاين في بغداد»، وحديث حجي جابر عن تيه صاحب فاطمة، وخزي عبده خال في «ترمي بشرر»، إلا أن هذا العمل أكثر وحشية وقسوة، لا يتوقف الأمر عند هذا، بل يزداد عجبنا عندما تكون من كتبته روائية خليجية، بدأت روايتها الأولى بالحديث عن الحب، والغيم، والحليب، وبودرة الأطفال!
في ظني أن ما جعلنا نقرأ نصا بهذه الجودة، ليس اطلاع كاتبته على تجارب الآخرين، بقدر ما هو استفادتها من تجربتها، وما يقوله الآخرون عن تجربتها.
هناك لفتة أخيرة قبل أن أنهي هذه المراجعة، فصفحة الشكر الأخيرة، هي تنويه نبيل يليق بأهل السرد، وإشارة أنه ليس من المعيب أن نعرض أعمالنا على من نثق برأيهم وذائقتهم.
أخيرا:
«خرائط التيه» رواية بديعة ومؤذية في آن، لكنها أقرب للحياة، أقرب للوحشية التي نعيشها، إنها تدعو الإنسان لأن يوطن نفسه على الفواجع، وتقول له: «الزمن ليس حليفا لك، الزمن هو العدو». -
متعبة، موجعة، مؤلمة، وقذرة.. قذرة جداً
تماماً كعالمٍ نعيش فيه..
هذه الرواية كُتبت بتوحش عن توحش الإنسان، عن فقد الحاجة الوحيدة التي نعتاش عليها، الأمان..
الرواية حادّة، لاذعة، ومرّة جداً
يمكن إنهاؤها في جلسةٍ واحدة رغم حجمها؛ لقوة الأسلوب وجمال اللغة.
..
تُثبت بثينة في "خرائط التيه" أنها قلمٌ روائيّ لا يستهان به حقاً.
لا أقدر أن أقول أكثر من ذلك. -
حسرة الفقد وغربة المكان تختلط مع قناعة الفكر الديني حينما تتشابك الآلام وتتزعزع القناعات عن الموروث الملقن معلنة عن طرح جريء مبطن (أثني عليه),, في مساحة جديدة تخللها سرد مرن بتفاصيل الأزقة التي تجوبهاالروايةدالة على بحث دقيق أمضاه الكاتب ليضفي عليها عنصراً تشويقياً لا يشعرك بالوقت وأنت تقرأها.....خمسة نجوم
-
رواية مفجعة
-
بكيت،
وهذا نادراً ما يحدث،
أتأثر نعم،
لكن أبكي!
وكيف لا أبكي أمام كل هذا القهر!
كما يعلم كل من يحب قلم "بثينة العيسى" بأن هذه الرواية أشهر أعمالها، وأيضاً أنها أصعب أعمالها،
وبالرغم أني قرأت تقريباً أغلب ما كتبت -خاصة الروايات- إلا أني كنت أؤجل قراءة هذه الرواية منذ مدة طويلة،
ولا أعلم السبب تحديداً
لكن .. بعد قراءتي لها
لا أعلم الآن،
هل كان قرار قراءتي لها في هذا الوقت قرار سليم!
آلمني قلبي،
نزفت روحي،
لا أتذكر أني تأثرت ببطل رواية كما تأثرت بهذا الطفل،
لا أتذكر أني قلت "يا حبيبي" طوال قراءتي لرواية من قبل ألماً وقهراً وتأثراً بشخصية فيها!
لكن .. هل هذه حقاً مجرد شخصية في رواية؟
أم أنني تأثرت بها لشدة واقعيتها!!
تمت
٢ مارس ٢٠٢١ -
رواية في منتهى الروعة ومنتهى الألم ، تُبهرك وتُحزنك
في الوقت ذاته ، تُبهرك مقدرة بُثينة الروائية ومهاراتها
العالية ،، تُحزنك مُعاناة مشاري وعائلته ، تطرد النوم من
عينك ،لا تستطيع أن تتوقف وعندما تقرر أن تترك الرواية
لتستسلم للنوم، تظل الأحداث حية في مُخيلتك لدرجة
الشعور بأن كل مايحدث حقيقي وأن الشخصيات موجودة
على واقعنا فعلاً ، وأن هناك فيصل وسعود وسمية والصغير
مشاري،تجعلك تتالم لأن هذا العالم قاسٍ وموحش وأن هناك
بالفعل عصابات تخطف الأطفال وتتاجر بأعضائهم ،، رواية
تشعرك بالمرارة وتترك فيك اثراً لايزول ،،
.....
للمرة الثالثة تُثبت لي بثينة أنها كاتبة مميزة وروائية مبدعة
.... -
لدى بثينة قدرة عالية على بث السوداوية في نفس قارئها، رواية خالية من الأمل، شديدة التحامل على المعتقد الإسلامي. مقززة ومؤلمة وترفع الضغط، ماذا تريد بثينة منها، تريد أن تتكلم عن تجارة الأعضاء، حسنا..
لماذا لا تتناول الموضوع بشكل آخر أكثر متعه، وهي الروائية القديرة، شكل لاتستخدم فيه عواطفنا لاستكمال القراءة،وتستخدم فيه الأدب لوصف العالم بدلا من أن تستنسخه لنا بكل "بلاويه". -
في منطقة الخليج حالياً يوجد كثير من الذين يدعون أنهم رواة ، والحقيقة أنه لا يوجد إلا القلة ، ومنهم الأستاذة بثينة العيسى ..
لغتها وسردها ومهارتها الروائية لا يشق لها غبار ، كاتبة سيالة ومتوقدة ومتميزة ، إلا أنها للآن لم تستطع الخروج من الهالات السوداوية التي تحيط بها رواياتها.
هذه الرواية كئيبة جداً .. ولا أدري كم مرة ينبغي أن أكرر جداً حتى أوصل للقارئ كمية الكآبة التي ستصيبه منذ الصفحة الثانية للكتاب.
برأيي حاولت بثينة الإشارة آلى عدد من القضايا الملحة في العالم العربي ، لكنها تركتها مفتوحة على مصراعيها دون لمحة أمل تتركها لنا.
كقضايا أمن الحرم ، وتجارة الأطفال ، وبيع الأعضاء ، والقرصنة ، والإيمان والإلحاد ، وتعاملنا معها حين وقوع المصائب.
أنا تماما ضد كتابة المشاهد المقرفة كاغتصاب طفل أو مرأة دون فائدة مرجوة فكيف بتكرار هذه المشاهد.
نجحت الرواية بجدارة في إجباري على مواصلة القراءة في جلسة واحدة.
لكنني أسحب مقولة أفضل رواية لها .. هي أكثرها نضوجاً ، لكنني الآن أفضل كبرت ونسيت أن أنسى
وقعت الكاتبة في أخطاء تاريخية وجغرافية خطيرة جداً وهي :
- ذكرت خط بداية المطاف في صدر الرواية ، ولم تنتبه أن هذا الخط قد أزيل عام ١٤٢٦هـ ، وكان كافيا أن تطلع على التلفاز لرؤية صحن المطاف خالياً منه.
- ذكرت مستشفى أجياد ، والمستشفى قد أزيل أيضاً عام ١٤٢٩ هـ.
- ذكرت سوق قودن قدا وأنه هو سوق حوش بكر والحقيقة أن السوقين مستقلين تماماً .. قودن قدا كان يقع في شارع منصور تحت الكوبري المؤدي للحفاير.
وحوش بكر خلف مسجد البغدادي في اتجاه الرصيفة.
أخطاء كهذه قد تقبل من كاتب مبتدئ ل��ن قامة روائية كالأستاذة بثينة
من جهة أخرى لم تنجح الأستاذة في صناعة الشخصيات وبنائها بناءً صحيحاً ، بدت الشخوص متشابهة جداً ولولا كتابتها للحوار بالعامية لما استطعت التفريق بينها رغم قلتها.
نجمتان فقط لحسن السرد الروائي. -
الرواية الخامسة التي أقرأها لبثينة العيسى، وحان الوقت لأن تنال إحداهنّ العلامة الكاملة.
خرائط التيه، الوجع المستمر من البداية وحتى ما بعد الانتهاء، انعدام الإنسانية، الوحشية.
القصة هي قصة أسرة كويتية تذهب لأداء مناسك الحج، وهناك يختفي طفلهم البالغ سبع سنواتٍ، وبعد محاولات تفتيش بائسة، يلجؤون للعرض المسجل في الكاميرات، يتبيّن أن عصابة ما قد اختطفت الولد، وتبدأ الحكاية.
عصابة التجارة بأعضاء البشر، الأطفال الصغار، ينتقلون من مكة إلى عسير إلى البحر الأحمر إلى سيناء إلى إسرائيل، يخدّرون الأطفال، يكوّمونهم على بعض، كأنهم حيوانات وربما يعاملون الحيوانات بشكل ألطف، الذي يثير القصة هو أن المخطوف هذه المرة كويتي، أبيض.
دائماً يكون الخطف لأطفال سود فقراء مهاجرين غير شرعيين من إفريقيا أو دول آسيا الفقيرة، أطفال في العادة مبتوري الأطراف، معاقين، وإلى ما ذلك، وهذه المرة انعكست الآية، وترصد جائزة مليون دولار للذي يعيد الطفل.
هناك جملة جعلتني أنتعش فعلًا، والتي جاءت في مكالمة هاتفية: أنا أخذت ولدك.
رغم كل الوجع الذي في الرواية، إلا أن هذه الجملة كانت كفيلة بأن تبرد قلبي قليلاً، بثينة العيسى وضعتني في قلب الرواية، كأنني أحد شخوصها، وأبحث مع الوالدين عن أمل لإيجاد الطفل.
بعد أيام كثيرة، وقصص وسفر، يتم إيجاد الطفل، لكنّه وبعد عامٍ وحتى بعد الإمساك بالعصابة، يبقى الطفل وأمه وأبوه تائهين، غير قادرين على تجاوز ما حصل -
اخيراً انتهيت من قراءة الرواية الخليجية الهنديه المصريه القصة جداً جميلة و حماسية لكن سرد الاحداث جداً ممل وطويل بشكل مبالغ فيه.
-
هذه الرواية ليست عادية .. بل و تبعد كل البعد عن نمطية الروايات المعاصرة التي اكتسبت شهرة و كثرت حولها الضجة .. بثينة في روايتها هاته رسمت لنا تيه العالم.. سلكت طريقا شائكا نحو منعرجات قضايا الانسانية .. فسبرت أغوار مشاكل يومية تستنزف من الانسانية معناها و نحن لا نلمسها ..
رآئع يا بثينة ... أبدعت بحق
******** ******** ********* ********
حول وحشية العالم :
روايتك مثقلة بالمعاني و الرسائل .. رسائل مشفرة يصعب فكها تارة و تارة أخرى تعرضينها واضحة كالشمس في وضح النهار ...!!!
وحشية العالم..انعدام الأمان..شراسة البشر و افتراسهم للطفولة كلها حقائق نتجاهلها و صفعتنا بها صفعة مدوية في روايتك هاته ...
العالم غابة ينمو فيها المكر و الافتراس بشكل مريع.. و لا ادري ما الذي ذهانا نحن حتى تقشعر أبداننا و نحن نقرأ سطور العذاب و الدماء و اغتصاب الطفولة التي وصفتها مرارا لتؤكديها و لتؤلمينا حتى لا ينعدم فينا الاحساس .. ما الذي ذهانا حتى نقشعر لتلك المشاهد نحن الذين ألفنا صور الدماء و ضحايا الحروب و الانتهاكات في صحفنا ، جرائدنا و على شاشات التلفاز !!!!
******************************************
حول الانسانية و التدين :
ذكرت مكة... مكة التي يقصدها المسلم و في نيته أنه مقدم على ذروة العبادات .. يطوف وهو مؤمن بأنه منسجم مع الله و مقبل على رضاه ..
كيف لنا ذلك ؟؟؟
روايتك أكدت للمسلمين كافة ممن يسيرون على هذا الدرب من العبادة : اننا نبحث عن الله في المساجد بما في ذلك مكة و نغفل كلية عن البحث عنه في بطون الجياع و دموع المتشردين ... حتى صارت لعناتهم ت��احقنا ... !! لقد أهمل ''المتدينون'' رسالة الدين الحقة فانقلب وجودنا الى عالم مكر و جريمة !!!
عالم يقترف فيه البشر كل انواع الخطيئة جريا و سعيا وراء لقمة العيش في حين ان هناك من اغدقت عليه الدنيا حتى صار لا يلتفت الى مريض او متسول الا لمما ...
هذا زرع البشرية و ذاك حصادها ...
متى تخلت عن الانسانية و لم تكترث بمن شردوا و مورست العنصرية اتجاههم فسيصيب الاثرياء وباء غيرهم من الضعفاء حتما !
*******************************************
اللغة و الاسلوب رائعين *_*
دراستك لطبائع كل شخصية كان عميقا ايضا .. خصوصا المفارقة الشاسعة بين شخصية الام سمية و الأب فيصل الذي كان اكثر قربا في تصرفاته من الانسان العادي.
سلمت يداك و مخيلتك. -
تحذير: كمية عنف ضد الاطفال كبيره و مبالغ فيها.
بداية الروايه قويه - نتأثر بالاحداث من اول ثلاث صفحات - و نتبعها ببعض الدموع.
الطفل مشاري ذو السبع سنوات يضيع في الطواف في موسم الحج - والذي لم يذهب للحج لن يفهم مستوى الزحمه.
ما هو شعور والديه؟
نخوض معهم رحلة البحث قلقين، نفكر في مصير مشاري هل سيجودنه ام لا؟
تأخذنا المؤلفه الى عوالم غريبه حيث العشوائيات و المهاجرين غير القانونيين و الإتجار بكل شي حتى البشر - في تفاصيل دقيقه
و تتطرق الى اشياء لم يكن لها داعي ابدا.
ذكرت في ريفيو تحت اقدام الامهات انها كاتبة مبدعه جدا و لكن دايما يستفزني اسلوبها في الطرح.
لو اختصرت الروايه و قللت من الاعمال الشنيئه و ركزت على جزء واحد كان سيكون للروايه وقع اقوى في نفسي.
الي صار انها روايه سوداويه و كئيبه و عنصريه بشكل فظيع - المؤلفه ما تركت مصيبه الا كتبتها حتى بعد فتره احسست اني لا استطيع مواصلة القراءة.
اول شي فيصل ابو مشاري- ردة فعله غير منطقيه ابدا، في البدايه قلت ننتظر نشوف لما توضح شخصيته - بس ما وضح شي و الي صار معاه غلط - حتى غير المسلمين يلجأوون الى صلواتهم و دعائهم عند المصائب - كيف تكون اول ردت فعل إله انه ييأس من الدين!
و بعدين انا الومه هو- اول شي فكرت فيه من ثاني صفحه ليش يطوف بعيد عنهم في الزحمه!
قسم "نظام شجاع الدين" ما كان له داعي ابدا ابدا ابدا، هذي قضية ثانيه مختلفة عن القضية التي تتكلم عنها في الروايه و ما كان له داعي تشملها في الروايه - هل كانت تعتقد ان الذي حصل للاطفال لم يكن كافي لنتأثر؟
شي مثير للإشمئزاز.
اكثر شي يضايقني هذا الموضوع و ما احب ابدا التطرق اليه و كنت سأتوقف عن القراءه لكن رغبتي في معرفة مصير مشاري جعلتني اقلب الصفحات على عجل و لم اقرأ العديد منها-
و بعدين الروايه كان فيها تكرار- تكرار مشاعر الشخصيات - تكرار وصف الاحداث - تكرار وصف لما حدث لمريم و لما يحدث مع جرجس و روينا و ما يحدث لمشاري و تكرار للإباحيه و تكرار و تكرار
توقعت نهاية اقوى
فقدت الروايه سحرها عند انتصافها
اصبحت كالعبء الذي اريد التخلص منه و عند انتهائي تركت أثر سيء.
اريد ان انساها.
استغرب من الذي وصفها بالجميله
انا اقرأ لارتاح و استمتع - لا لأشمئز و اتضايق و اشعر بالكآبه.
اي شخص يعرفني يعرف اني ابتعد عن اي شي فيه عنف تجاه الاطفال. -
قرأت هذه الرواية منذ ما يقرب من أسبوعين، وحتى هذه اللحظة لا أدري ماذا أقول عنها
فبعض الروايات يصبح تأثيرها أقوى على النفس من أي تعليق يمكن أن يُكتب أو كلام يُقال
كنت أظن بأن زمن الدهشة قد إنتهى، وأننا مهما شاهدنا او سمعنا او حتى عايشنا بعض التفاصيل لن نندهش أو نتأثر، فكل شئ مهما كان بشعًا أصبح متوقع بدرجة مخيفة، فوحشية وحيونة الإنسان - على حد قول ممدوح عدوان - فاقت أي تخيل
ولكن بثينة العيسى أرادت أن تخبرنا أن هناك الأسوأ، وما خفي كان أعظم !
قررت أن تهدينا الواقع مجسدًا بأبشع صوره !
أن تصل البشاعة والوحشية لعالم الأطفال لتنتزع منه البراءة بكل قسوة، ما بين خطف وتعذيب واغتصاب وقتل، ولم تكتف بذلك فحسب، ولكن تكتمل الصورة ببشاعة العنصرية المعتادة، ماهي جنسيتك وبلدك ووضعك الاجتماعي وماهو لونك، كل هذا سيتحكم بمصيرك ومصير ابنائك!
بثينة العيسى أحكمت قبضتها على القارئ منذ الصفحات الأولى في الرواية، وأدخلته دائرة اليأس بجدارة، من فصل إلى فصل، ومن مكان إلى أخر، ومن حدث لحدث بتسارع يجعلك تركض خلفها باكيًا، لا تدري إن كنت تبكي على أحداث الرواية أم بسبب ذلك الشعور الغريب الذي يجتاحك معلنًا أننا جميعنا في التيه
من قرأ لبثينة من قبل يعرف أن اكثر ما يميز كتاباتها هي التفاصيل، لديها قدرة على سرد أدق التفاصيل حد الغرق فيها، والتي كانت على الرغم من روعتها، إلا إنها زادتها ألمًا وحزن، جاءت في لغة بديعة حدث عنها ولا حرج ..
حتى تصل للنهاية التي لم تترك خلفها أملًا، لقد جاءت منطقية وواقعية بشكل مؤلم تمنيت أن يحدث شيئًا مختلفًا، بعضًا من المساواة، بعضًا من امل كاذب، ولكن جاءت النهاية لتؤكد وتغلق دائرة اليأس بالنسبة لي
الرواية ناقشت قضايا مختلفة اجتماعية وسياسية وقبل هذا كله هذه رواية إنسانية، إن كان لايزال هناك من يعرف معنى للإنسانية ! -
وها هي رواية أخرى تدخل قائمة الروايات التي أدمت خاطري وجعلتني أبكي، لأنني مع كل جملة، مع كل عبارة كانت تمر صور كل الأطفال الذين رأيتهم تعرضوا للإساءات يوما ما.. رأيت في مشاري أطفال فلسطين، وسوريا وطلبة القرآن الأفغانيين، وأطفال جنوب افريقيا العديمي الحظ، وحتى باعة المناديل الورقية على عتبات الكلية التي أرتادها، وكل الأطفال المحرومين في العالم بأسره..
بالرواية الكثير من الألم، الكثير الكثير منه، حتى أكثر مما أقدر على استيعابه، فقد وتيهان وانفصال وأحداث مؤلمة لا يمكن أن تنسى، حتى أنني هذين اليومين أخطو في المنزل والأحداث تعاد في أفكاري، تضغط على صدغي وتؤلمني، ولا تسمح لي بتناسيها.. وتخيلت، ماذا لو كنت أنا بدل سعود؟ ماذا لو كنت أنا بدل سمية؟ أكنت لأستحمل؟ أكنت لأتحلى بالقوة لمواجهة ما واجهوه؟ أم أنني كنت لأصير كفيصل، وأفقد ثقتي بكل ما آمنت به يوما؟
اللغة لا يسعني التعليق عليها طبعا، لغة بثينة العيسى السوداوية التي تجرك إلى أعماق ظلمة الأحداث وتلوكك، أو بالأحرى تدمر روحك وتلفظك محتفظة بها.. ما صنع من هذه الرواية رائعة تدمجك في الأحداث وتسبب لك غثيانا وتسارعا في دقات قلبك وحزنا غير مفهوم..
ولا أملك إلا أن أتساءل، أيعود مشاري كما كان؟ حسنا، ليس تماما، ولكن على الأقل يسترجع قليلا من البهجة في حياته؟ -
ياقيسنا ياقيس ..
الناس حجت وإنت هنا قاعد ليش..
-------------------------
هذه الرواية أسرتني منذ السطر الأول.. وأحزنتني عند نهايتها.
كتبتها بثينة العيسى بلغة مجنونة ومحترفة، وكأنك لا تقرأ بل تشاهد الاحداث وتعيشها ويعتصر قلبك عليها.
فقدان طفل هو الرعب بذاته، كابوس قاتل.. وهذا ماعاشته عائلة كويتية حين فقدت ابنها مشاري ذو السبعة سنوات في مكة أثناء موسم الحج، لتبدأ بعدها رحلة البحث، ومن رحلة إلى رحلة، ومن تيهٍ إلى تيه آخر.
بالرغم من وصف مشاهد الاغتصاب والذي كان مؤلماً،
ولم أتحمل قراءته إلا أنها تستحق النجوم الخمسة.
تحية للرائعة بثينة العيسى، وبإنتظار روايات تُمنع من النشر حتى نتلهف في البحث عنها وقراءتها.