Discover حارس التبغ Depicted By Ali Bader Displayed As Paper Edition
الآن أن أقول بأن "علي بدر" أحد اكتشافات هذا العام.
بعد قراءتي ل"بابا سارتر" قلت بأن هذا العام عام الاكتشافات المميزة فأنا لم أسمع عن الكاتب من قبل وأحببت قلمه وقررت أن تكون لي تجربة ثانية معه.
وها أنا ذا مع تجربتي الثانية "حارس التبغ" والتي كانت أتقن وأمتع من سابقتها!
مع عنوان مأخوذ من قصيدة بيسوا دكان التبغ
وبطل بثلاث شخصيات
يحاول أحد الصحفيين تتبع حياة الموسيقار العراقي "كمال مدحت" الذي قتل في ظروف غامضة ليكتب عنه كتاب مما يجعله يكشف الغطاء عن المافيات السياسية ومحاولة الموسيقار لانتحال شخصيات مختلفة للتخفي والهرب من بلد لآخر للنجاة بحياته,
رواية مربكة
جعلتني أتابع الأحداث بشغف ومع ذلك أتحير من شعوري نحوها!
لكن ما أنا متأكدة منه هو إعجابي بأسلوب الكاتب وأفكاره
ومؤكد سيكون لي تجارب أخرى معه,
تمت
٦ يونيو ٢٠٢١ الريفيو لاحقا
ــــــــــــ
أحببت أن أقول أن الرواية رائعة وعلى بدر روائى لم يأخذ حقه من التقدير في العام ١٩٥٠ أسقطت الجنسية العراقية عن اليهود في العراق وأجبر اليهود على الهجرة إلى إسرائيل,
في العام ١٩٨٠ بدأت الحرب العراقية الإيرانية وأسقطت الهوية العراقية عن المسلمين الشيعة وألبسوا رغما عنهم الرداء الإيراني وتم تهجيرهم قصرا إلى الحدود الإيرانية.
في عام ١٩٩٠ تم غزو الكويت على يد صدام حسين واشتعلت بغداد تحت طائل الغزو وتحولت إلى مدينة بدائية من طين وغبار وأشلاء.
في بداية الألفية سقط صدام حسين وبدأت الحرب الأمريكية على العراق تحت ذرائع متعددة.
هذه الرواية تتبع سيرة كمال مدحت الذي تمكن من العيش داخل ٣ شخصيات في حياته وبنى هذه الشخصيات بناء على الوضع السياسي في العراق.
يسير كمال مدحت وهو يحمل بغداد بين عينيه ويحبها ليس حب الوطنيين ولا حب المدعين بقدر ما هو الحب الفطري الذي ولد فوجده يتسرب إليه من شوارعها وأزقتها.
هذه الرواية هي سيرة ذاتية ولكنها سيرة بغداد أيضا سيرة العراق.
علامات كاملة للسرد والبناء والحبكة والشخصيات رواية بديعة وآسرة وتحمل تلخيصا شاملا لبلد ما زال يعاني حتى اليوم من الانقسام والحرب.
هذه الرواية عيمة
وسعيدة بتسلسلها الذي جاء بعد كتاب الهويات القاتلة
يستهويني دائما موضوع الزمن في رواياته وتقديم رؤيا مختلفة
عن ماقرأناه حسب كل "نظام" مر على هذ البلد, دكان التبغ هي قصيدة للشاعر و الفيلسوف البرتغالي فرناردو بيسو كتبت عاموهي من روائع الشعر في القرن العشرين , تحتاج ان تقرأ لعدة مرات لما فيها من تناقضات و بعد انساني. يمكن الاطلاع عليها مترجمة للعربية من الرابط ادناه
sitelink هنا
على وحيها هي و تاريخ العراق و حاضره انتج علي بدر روايته الرائعة هذه,
بدأت بقراءة هذه الرواية مع مجموعة من الصديقات العراقيات في اوائل شهر ابريل , لكن بسبب انشغالي و مروري ببعض الظروف , اضافة الى الاجواء الخانقة المملة في بداية الرواية جعلتني ابتعد عن هذه الرواية و عن اي كتاب اخر , كانت قراءتي بطيئة متقطعة و فكرت في تركها اكثر من مرة , لكن تقييم احدى القارءات التي اثق بذوقها جدا جعلني اعدل عن قراري بتركها.
الرواية هي نسيج من الفلسفة العميقة العبقرية المتعمقة في نفس الفرد العراقي وتاريخه المتقلب. هي نظرة ناضجة حيادية لطالما احتاجها وما زال يحتاجها الساسة و الافراد العراقيون لتجاوز و تفادي الكثير من الازمات التي مر و ما زال يمر بها العراق.
هي تحليل منطقي لاسباب الامس و نتيجة اليوم.
,جواد سليم , حيدر سلمان ,كمال مدحت ماهو الا العراق باديانه المختلفة و اطيافه السياسية و الفكرية , يهودي ,شيوعي, شيعي تبعي ايراني , ليصل اخيرا الى اللا انتماء. . هو حال العراقي الوطني المسالم لا ينتمي الى اي جهة او حزب , يلتزم الصمت و لا يتفاعل مع الجماهير.
استهل الرواية برواية احداث على لسان الصحفي , و كانت بداية مملة ثم بدأ برواية معاناة فئات محتقرة من المجتمع التبعية و اليهود وكيف تعاطف معهم بحيادية , وجسد فيهم الروح الوطنية المحبة للعراق رغم ما عرف عنهم من اتهامات بالخيانة.
قالت : اريدك ان تدفنني هنا. . اريد ان ادفن في العراق لا في ايران
فلليهودي والتبعي عراقة ايضا و الوطنية لا تقاس بالاغلبية و لا بالشعارات و الخطب الرنانة !
و النتيجة الاخيرة , عودة ابناءه ما هي الا استعارة عبقرية عن وضع العراق ,
فتفكك و تشتت ابناءه و اختلافهم ليس بصدفة مذهلة , انما هي نتيجة اسباب الامس , ف مئير المبهور بالغرب و ايمانه بديمقراطية امريكا , وثورته على اصله , حسين المتدين الذي يعلن بكل صراحة انتماءه الايراني وتأثره الديني و السياسي الشديد بايران , و عمر السني و انتماءه العربي , كلها استعارة عن حال العراق بعد, فهي لم تأت من العدم , اتت من تخبطات و اخطاء غرست في الاجيال السابقة و هاهي تنمو و تكبر بهذا الشكل المتناقض المفاجىء, فما بطل الرواية الا العراق في القرن العشرين ومال ابناءه الثلاثة الا العراق بعد.
و كيف كان البطل فنان , ذكي , جامح ,ذو كريزما ساحرة و مكانة محترمة بين الناس , و كيف اصبح هامشا ,كناية عن عراق الامس و اليوم.
. هي عادية كرواية , لكنها جميلة كسجل تاريخ , كدرس فلسفي مزج بين الموسيقى و الفن و الجموح و المنطق و الوطنية بمفهومها الحقيقي , مفهومها الغير متعارف عليه.
ذكر فيها تفاصيل يجهلها الكثير عن معاناة يهود العراق , و التهجير للعراقيين الشيعة بحجة التبيعة الايرانية , و تفاصيل عن المنطقة الخضراء.
كنت سانتقد الرواية لانها طويلة ومملة في نصفها الاول لكن النهاية جعلتني اغض الطرف عن البداية
عبقري يا علي بدر. . اود ان اقرأ له المزيد لكن اخشى ان لا تكون رواياته الاخرى بهذا العمق و العبقرية.
فرصة سعيدة للتعرف على روائي عراقي يختلف عن الكثير من معاصريه.
القراءة السادسة مع مجموعة IGRs رواية خارجه عن المألوف من اروع ما قرات. لي علي بدر و قررت بعدها
ان اقراء جميع روايتها. افضل رواية قراتها لعلي بدر قصتها وإسلوبها مدهش إلى متى يبقى الإنسان خائفا
كم يصبح عمره كي يتخلص من الخوف ها أنا في الخمسين وإلى الآن أشعر بالخوف مثلما كنت أشعر به حينما كان عمري عشرة أعوام مثلما كان عمري في العشرين كم يصبح عمري كي أنا بلا كوابيس بلا بكاء بلا خوف هل من المعقول أن يوجد ابداع مظلوم مثل هذا الابداع. .
لا أعرف كيف يقيمون الاعمال الروائية عن جد!
كثر هي الروايات التي اقتنيها ولا استطيع ان اتجرع ساعة واحدة في متابعة احداثها. .
علي بدر عبقري كان يشعر بكل تفصيلة
استطاع خلق هذه التراجيديا من تاريخ وحاضر ومستقبل. .
لن اقول أنها رواية مليئة بالاعجاز اللغوي لا
إنها رواية مليئة بالاعجاز الفكري. . رواية ليست بالمشوقة و أظن تحتاج لقراءة ما بين السطور لفهم ما يريد الكاتب ان يوصله للقارئ. لذلك فالقارئ المتعود على على القراءات سيمل بسرعة. أعجبني في الرواية التفاصيل الحياة في بغداد قبل الثورة ثم من الثورة إلى حرب الخليج و من ثم من حرب الخليج إلى زمن الاحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣. هذه التفاصيل قد تبدو مملة لكنها تكون مادة غنية للتعرف على الحياة في تلك الأزمان. الرواية مكتوبة بأسلوب صحفي و كأنها توثق عملية جمع المعلومات و فهمها و من ثم حياكة القصة من قبل الصحفي. نرى ان الصحفي له دور كبير في صناعة الحكاية من المعلومات الشحيحة التي يحصل عليها. الرواية يمكن مناقشتها في إطار قصيدة بيسوا التي أشير إليها مرات عديدة في متن الرواية و لو أني لم اقتنع بأطروحات الكاتب. ربما احتاج إلى قراءة متأنية للقصيدة لأصل إلى ذلك. أتطلع إلى مناقشة الكتب و أتوقع ان يفتح النقاش أبوابا أخرى لفهم الرواية. “في عامصدر قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود. أطلقت عملية عزرة ونحمية حيث تم السماح لمجاميع كبيرة من العائلات اليهودية بالهجرة إلى إسرائيل بعد الاستيلاء على عقاراتهم ومصادرة أموالهم”.
في عامبدأت الحرب العراقية الإيرانية وتم إعلان إسقاط الجنسية العراقية عن المواطنين العراقيين من التبعية الإيرانية وتم تسفيرهم إلى إيران بعد مصادرة أملاكهم وتصفية الشباب بين الخامسة عشرة والأربعين.
تخيل أن يتم تهجيرك من وطنك ليس لأنك خائن أو مجرم أو عميل. بل بسبب معتقدك الديني. أنت لا تعرف وطنا غير وطنك. لا تعرف جيرانا غير جيرانك. ولا أصدقاء سوى أصدقائك الذين عاشرتهم في وطنك. الرواية عن الموسيقار اليهودي العراقي سامي صالح منذ ترحيله مع عائلته من العراق إلى إسرائيل إلى أن يتم العثور عليه مقتولا في بغداد.
الرواية عبارة عن قطعة سيمفونية باذخة تحتوي على معلومات وأحداث مهمة عن تاريخ العراق وإيران. وأسباب الحرب التي اندلعت بينهما. عن التهجير القسري والشتات الذي أصاب المواطن العراقي. والحرفة المقيتة التي امتهنتها الأنظمة القمعية على الشعب بكل فئاته ومعتقداته.
رواية متخيلة جميلة ومؤثرة جديرة بالقراءة.
اقتباسات. .
“كل جماعة وهي تفقد جذورها في الزمان فإنها تعمد إلى استعادة أفقها المفقود ولا يمكن استعادته إلا من خلال السرد والخيال”.
“البلاك رايتر وهو كاتب يذهب إلى المناطق الخطرة لكتابة تقرير صحفي عن موضوعة ساخنة لكن التقرير ينشر باسم أحد الصحفيين الكبار في الصحيفة أما الصحفي المحلي فلا يتقاضى سوى ثمن أتعابه”.
“إصدار قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود. أطلقت عملية عزرة ونحمية حيث تم السماح لمجاميع كبيرة من العائلات اليهودية بالهجرة إلى إسرائيل بعد الاستيلاء على عقاراتهم ومصادرة أموالهم”.
بدأت الحرب العراقية الإيرانية وتم إعلان إسقاط الجنسية العراقية عن المواطنين العراقيين من التبعية الإيرانية وتم تسفيرهم إلى إيران بعد مصادرة أملاكهم وتصفية الشباب بين الخامسة عشرة والأربعين.
“الفرق بين حارس التبغ والبلاك رايتر واضح حارس التبغ هو كما يقول فيرناندو بيسوا في داخل كل واحد منا كائنان. الأول الحقيقي ذاك الذي يتبدى في رؤانا وفي أحلامنا. والثاني الزائف المتجلي في التمظهرات وفي خطاباتنا وأفعالنا وكتاباتنا. بينما البلاك رايتر هو نوع من السلب نوع من التجريد وهو شكل من أشكال النصية الاستعمارية التي تقوم على الامتصاص والنبذ”.
“واقعة الاستعمار عمليا تسحق الناس سحقا تجوفهم من الداخل وتصنع داخلهم صورة مهشمة لشخصيتهم الأولى”.
“الموسيقى لا دين لها”.
“ما إن نعطي شرعية للسلاح حتى يدور دولاب الدم ولا يتوقف”.
“الوجوه التي شوهها الحب وتلقت فاتحة أفواهها بصورة مقززة هي ذاتها الوجوه التي شوهها الغضب والسخط وهي تقتل وتسحل وتشنق باسم الثورة الجديدة”.
“بالموسيقى يمكنني أن أكتشف الأماكن أن أرى ألوان البعد والعمق أتحرر من الخوف وأصل إلى مجاهل الحياة. بالموسيقى أتخلص من قذارة الجسد. ولكن ما هو الجسد إن لم يكن بحثا عن الانتماء إلى العناصر الأولية والرغبة المحمومة في الخلاص”.
“الخميني مثل صدام كلاهما كان يعتمد في صناعة السياسة على الحشود التي تخرج بقوة الكاريزما. الشعب الجمهور الحشد يخرج ويهتاج ويصيح حتى يغيب عن الوعي”.
“الإنسان الكائن الوحيد على الأرض الذي يتمتع بالقدرة على تعذيب بني جنسه هو الوحيد الذي يجيد تدمير نفسه وربما خياله المفرط والذي يتجاوز الطبيعة هو الذي مكنه من إنتاج تصورات التعذيب. آلاف من النساء والرجال الذين ينتزعون من أرضهم من منازلهم وأملاكهم ويذهبون إلى أرض غريبة عليهم بالكامل. أكثرهم بالكاد يعرف أن يحدد إيران على الخريطة”.
“الكل سيذهب إلى التراب ويختفي وتبقى الطبيعة قاسية صامتة خالدة ومستمرة. النظر إلى الطبيعة فيها شفاء وحزن. لأنها وحدها خالدة وحدها التي تستأثر بالاستمرار”.
“كثيرا ما نتوهم أننا ندير اللعبة غافلين عن أنها هي التي تديرنا. وكثيرا ما نتوهم أننا ننتج قيما مضادة لتلك التي نشأنا أو أنشأنا أنفسنا على معارضتها. ولكنا في الواقع نستسلم لها”.
“إن طلب الموت هو شيء حقيقي لا يمكن تجاهله. إنه من داخل الإنسان لا من خارجه. بإرادته وباقتناعه وبقبوله يمتص الموت من فضائه الكوني يدعوه يجتذبه وهو يأتي”.
“يتحدثون أحيانا عن حرب مصالح دول متعددة لا تحدث إلا في شوارع بغداد. من يستطيع أن يقول لنا من يقاتل من شيعة يقتلون شيعة سنة يقتلون سنة ولا يستعمل هذا القتل إلا لنخر ذاكرتنا الوطنية الضعيفة”.