on Mother

Attain Mother By Maxim Gorky Available In Ebook

on Mother

لا يستهويني الأدب الروسي. . أكاد أختنق من كثرة التفاصيل والحوارات الطويلة والأحداث المملة فضلا عن صعوبة الأسماء وإطلاق أكثر من اسم على الشخصية الواحدة. . الأمر الذي يجعلك تشعر بالإستياء والملل حتى وإن كانت فكرة الرواية جيدة. . ولأنها المرة الأولى التي أقرأ فيها لمكسيم جوركي فقد توهمت أن الأمر قد يكون مختلفا ولكن للأسف لم يكن هناك أي إختلاف !

الرواية تحكي عن أم بسيطة عانت من الضرب والإهانة من زوجها عمرا طويلا حتى غلب على شخصيتها الخوف والخضوع والإستكانة. . ولكن بعد وفاته يتبنى ابنها الوحيد الفكر الإشتراكي ويقود مجموعة من أصدقائه في حراك ثورى للمطالبة بحقوق العمال وسقوط الملكية الفردية. . يتم القبض عليه ويزج به في السجن فتصر الأم على مواصلة رسالة ابنها مع أصدقائه فيكون لها معهم دور كبير. . وتؤمن  بأفكارهم ومطالبهم إيمانا راسخا يجعلها تتخلص من الخوف والخضوع وتستبدلهما بالقوة والشجاعة والإصرار على العمل حتى النهاية. .
. کم نبوده و نیستن پدر و مادرهایی که تحت تاثیر عقاید و تفکرات فرزندانشون قرار بگیرند و با اونها همراه بشن یک کلاسیک الهام بخش اما منقضی
با ترجمه علیاصغر سروش نشر هیرمند بخوانید Arranqué esta lectura con un poco de escepticismo, Había escuchado decir de esta novela que era lacrimosa, que la bajada de línea era burda, y esperaba una de esas novelas durísimas y desoladoras del naturalismo.
Nada que ver.

El mayor acierto de Gorki es contar la historia desde el punto de vista de Pelagia, la madre del título, una mujer trabajadora y sumisa, que tras padecer toda la vida la violencia de su marido, se encuentra con que su hijo veinteañero se ha vuelto socialista.
Tras el shock y el terror inicial, Pelagia comienza a sentir curiosidad y a prestar más y más atención a las conversaciones entre su hijo Pavel y sus compañeros de militancia que se reúnen en su casa.
De a poco Pelagia comenzará a comprender la situación de la clase obrera como la expone el marxismo, despertando su conciencia de clase, y empezará a sentir admiración por la militancia de su hijo y sus amigos.
El rol de Pelagia dentro del movimiento va cobrando centralidad, y el miedo va desapareciendo para ser reemplazado por el fervor y la satisfacción que derivan de sentir por primera vez que la vida tiene sentido.
Pelagia, que siempre pensó que estaba en el mundo para sufrir y aguantar, comprende que la generación de su hijo lucha para construir un futuro mejor para toda la humanidad, y que vale la pena que la generación mayor entregue su vida, de ser necesario para ayudarlos a conseguirlo.


Por supuesto que la novela tiene momentos muy duros: represión a los obreros, injusticias, persecuciones, torturas, Pero el tono nunca es desesperanzado, Por el contrario, Gorki nos sugiere que todo ese sufrimiento es el precio que hay que pagar para que la revolución pueda concretarse y no estaba muy errado, considerando que la novela es diez años anterior a la revolución de octubre.
Subrayé la mitad de la novela porque la presentación y el análisis de la situación de la clase trabajadora no tienen desperdicio, Realmente a uno le dan ganas de empuñar la bandera roja como Pavel y entonar “La internacional” en la cara de los soldados zaristas, La novela está basada en un caso real, protagonizado por Piotr Zalomov y su madre Anna Zalomovna, ambos encarcelados por su rol en una manifestación por el Día del Trabajador en los astilleros de Sormovo en.
Lectura súper recomendada! هذه أفكار عامة و ليست نقدا أو محاولة للنقد / للتنويه فقط !

كبداية :
الرواية خالية من الدوغمائيةالخطابية لدى الماركسيين في تاريخها الطويل فهي كثيرا ما اعتمدت على خطاب متوازن حول مبادئ المانفستو في أصوله الماركسية الإنجلزية !

/

مكسيم هنا حول المرأة البسيطة إلى أسطورة يومية قائمة على قدمين أي حول فكرة النضال إلى حس أسطوري قابل للحياة للتحقيق و هذا من الأشياء النادرة في التاريخ الأدبي و البشري أيضا أن يتم صبغ الحدث اليومي بلون أسطوري قابل للتصديق و المعاينة فامرأة مثل بيلاجيا بلا تاريخ أو هوية حقيقية أو حتى إيمان يتعدى الدارج اليومي لمعنى الإيمان "الصلوات الخمس" تحولت بفعل مكسيم إلى حدث مدهش في الحياة اليومية الروسية في فترات النضال الماركسي ما بينفالنضال الماركسي خلال هذه السنوات سار بشكل شبه مطابق لما هو عليه حال بيلاجيا في الرواية فكأن مكسيم كان يتنبأ من بعيدو هو الساكن في أميركا بما يحدث في كل أنحاء روسيا القيصيرية,

كل هذا لا يهم !
في هذه الرواية كان مكسيم قادرا على قراءة المراحل النفسية التي يمر بها أي إنسان تجاه فكرة جديدة و مستحدثة في المجتمع فهذه المراحل النفسية يمكن تعميمها و إصدارها كإطار عام و حاكم لكل المجتمعات البشرية و هذه بالطبع ليست دوغمائية بل واقع يمكن معايشته في أي مكان في الأرض فهذه المراحل بالنسبة لمكسيم تعتبر التشكيلة الأولية لمعنى الحقيقة و كيفية الإيمان فيها و انتشارها على النطاق البشري الواسع و الذي يرزح بالضرورة تحت نير فكرة مغايرة قائمة على قوى تاريخية و دينية و سياسية إلخ لها أساساتها القوية في اليومي المعاش للإنسان.

هنا كانت فكرة السيدة بيلاجيا و التي يمكن سحبها على جميع من شاركوها النضال جميع من وقفوا معها و ساندوها بل و تأثروا بقصتها و مشوا في دربها فالحقيقة التي تبدأ بمرحلة شك سرعان ما تتحول إلى تصميم إذا ما وافقت حالة تعاسة في ذهنية الإنسان الذي يسعى إلى تفعيلها على أر الواقع.

ربما كانت كل المخاطر التي قامت بها بيلاجيا ليست من أجل بافل ابنها الوحيد فقط فإحساس الأم لا يقود إلى مراحل نضالية عامة مثل ما قامت به بيلاجيا بل كان في سبيل كل أبنائها على هذه الأرض فالأم بيلاجيا تحمل عدة جوانب للقارئ و ليس جانب الأمومة هو الوحيد فقط فهي تحمل الوجه النضالي للحقيقة الماركسية في الأصل ثم الوجه الحقيقي للمعاناة الإنسانية في روسيا ثم وجه الأم كآخر الوجوه و بالتأكيد أصدقها هذه الفكرة التي حاول مكسيم تجسيدها في إطار ماركسي بحت من المؤكد أنه كان قادرا على تجسيدها في إطارات أيديولوجية أخرى لو كان منتميا لتيار آخر.

مقطع استطرادي :
الأمر ليس روسيا بحتا بل أشبه ما يكون بحالة تعميم على القارة الأوروبية ما قبل الحرب الكونية الأولى فأوروبا الإقطاعية و البرجوازية ما قبل الحرب العالمية الأولى كانت صورة شبه مطابقة للصورة الروسية ما قبل ثورة البلاشفة عامو حالات النضال التي تحدث عنها مكسيم من الممكن تعميمها على حالات ربما من الممكن وقوعها في تلك الأيام في أي مجتمع أوروبي آخر.

/
في الرواية حالة عالية من النبوءة لدى غوركي فالرواية التي تمت كتابتها في المنفى قبل قيام الثورة البلشفية عامتنبأت بالأحداث النضالية من أجل الوصول إلى ثورة شيوعية في روسيا القيصرية بالطبع هذه الثورة كان من الممكن أن تمتد لتشمل بلدانا أخرى إلا أن واقع الحرب أوقفها عند الحدود الروسية فمجمل ما كان في الرواية كان نبوءات يومية يؤمن بها غالبية شخوص العمل الروائي فالكل يتحدث عن واقعية التغيير و عن حتمية حدوثه في المستقبل القريب باستثناء الأم التي كانت تفقد هذا الإيمان بل تتمناه ليس إلا فهي قد بدأت تفقد إيماناتها بأشياء كثيرة باستثناء جدوى الفعل النضالي الذي تربطه بالآمال و مصير بافل كمرتبة ثانية فالحرية و العدالة الاجتماعية في نظر الجميع كانت قادمة لا محالة إلا أن بيلاجيا كان تأمل بهما هي لم تكن تؤمن بهذه الأشياء ربما لأن هؤلاء الرفاق يفتقدون القدوة الحقيقية التي هي تمتلكها و المتمثلة في المسيح فغياب هذه القدوة أو الملجأ الروحي يجعلها تشكك في حتمية الحدوث و لذا هي ترضى فقط بالتمني.
الأمر الآخر المصير لدى مكسيم هو المنشور السياسي السري و الذي لم يكن تحريضيا في المرتبة الأولى بقدر ما كان تثقيفيا و توعويا بالنسبة لعمال المصنع و الفلاحين إلى آخر الفئات المتعبة و الكادحة في المجتمع الروسي إضافة إلى الحالة التثقيفية كانت هناك الحالة التبشيرية بالمستقبل القريب فما على العامل إلا أن يصبر و يناضل و يعي ما يفعل و يظل يناضل ضد أي انحراف في المستقبل لذا حالات الشغب لم تكن أشياء اعتيادية من العمال بل أضربوا لساعات قليلة في يوم واحد فقط بينما تحول مدفن أحد الرفاق إلى معركة لإثبات الحق في التعبير ليس إلا يبدو مكسيم في الرواية يوحي بأساسيات التغيير في المجتمع و يحض عليها و يدعو للتمسك بها فمسائل مثل المساواة و العدالة و الحرية و حق الكلام و الاشتراكية كلها ليست بالنسبة له مبادئ شيوعية فقط بل مبادئ إنسانية خالصة هي من حق الجميع و على الأيديولوجيا الماركسية أن تبذلها للجميع.
يشير مكسيم إلى قضية جوهرية لدى الإنسان المسيحي فهذا الإنسان لا يستطيع التخلص من أيقونة المسيح بشكل نهائي لأنها في حكم الاستحالة لذا فالمسيح مقرون بمصير العامل فجبل الجلجلة هو المصنع و المعمل و العمل بشكله العام لدى الإقطاعي و البرجوازي و الرأسمالي و الصليب المحمول على أكتاف المسيح هو المقابل من هذا العمل لذا فالمسيح قرين الفقراء و مجالسهم هو قرين العمال و مجالسهم أيضا رغم أن الإيمان بالمسيح لا يظهر جليا إلا لدى الأم فهو المحرض الأساس بالتوازي مع بافل في ضرورة النضال و الاستمرارية فيه.
بالنسبة لي فالحالة الإنسانية العامة في الرواية هي الحالة العذابية للإنسان الذي يجد نفسه محاطا بآلاف العلل اليومية و المعوقة للوصول إلى جنته الأرضية فالشيوعي لا يؤمن بجدوى العيش في جنة أخرى طالما لا يراها عيانا أمامه مقابل عرقه فالفقراء بالنسبة له لا يدخلون الجنة فقط بل يجب أن يعيشوها في حياتهم هذه أيضا كمية القهر التي يجب أن تنتهي من أجل الوصول إلى كمية الرضا الموعودة في الجنة الأرضية كانت المحرك الثالث لدى بيلاجيا و التي كانت لدى مكسيم هي الإنسانية عامة في صورتها الروسية.
/

لا أقول أن بيلاجيا لم تمت كنبوءة هكذا أرادها مكسيم في داخله كأم كامرأة عادية و بسيطة لكن ما أراد له أن يموت ليس الأم بيلاجيا بل القدرة على تخيل فكرة الألم في عقل الإنسان فكرة الاضطهاد و الحيرة في هذا العالم القميء من ماتت أو اختفت في محطة القطار كانت الصرخات التي ظلت تتردد لفترة طويلة في أنحاء هذا الكون و هو ما أوجب الحياة التي تحولت كمنشور سياسي سري إن حياة المناضل تصبح أكثر إيلاما حينما يصبح التعاطي معها كحدث يومي اعتيادي لذا أصبحت حياتهم أكثر إثارة لأنها غير رتيبة أبدا و غير مملة بل قادرة على الإبداع في كل لحظة و في كل آن إن ما تمتلكه بيلاجيا الحقيقة بكل تجلياتها فالحقيقة في بداياتها تكون مضطربة ثم ما تلبث أن تقوى و يصبح صوتها عاليا تماما كما هو الحال مع نيلوفنا في محطة القطار إن هذه المرأة تمثل الحقيقة التي لا تيأس في التفتيش عمن يحتويها و يحاول احتضانها و الصدح بها في هذا العالم إن هذه الأم هي الصورة المغايرة للفكرة العامة التي بطبعها تبدأ مضطربة ثم ما تلبث أن تصبح مشككة حتى إذا ما جاء الوقت اللازم تصبح أكثر قوة فتبدأ محاولة إقناع الآخرين بالصراخ بها بل و ترى في الخطر الكامن فيها دليلا على حيويتها و وسيلة تحفيز قوية.
إن القدرة على ممارسة الألم و تحويله إلى وسيلة تسلية من صفات الحقيقة فقط وحدها الحقيقة من يستطيع فعل ذلك لأنها الوحيدة المؤمنة بذاتها إيمانا مطلقا بالنسبة لي هكذا كانت بيلاجيا نيلوفنا الوجه البشري للحقيقة في صورتها الماركسية الوجه الأكثر إشعاعا و جمالا لأنها الوجه الأعدل في هذا العالم الوجه القابل للحياة حتى لو ضربوه بالمدافع فإنه قابل للحياة لأن مصيره الحياة فقط أما الموت فمصير الباطل الذي يعيث في هذه الأرض فسادا. الحقيقة التي كانت بيلاجيا تؤمن بها كانت ذات لغة واحدة هي لغة الفقراء الذين يجب أن ينتهي فقرهم و يمارسوا حقوقهم لأنها الشيء الوحيد الذي يملكونه دون أن يمارسوه.

شكرا مكسيم !

اقتباسات :
إن ولادة إنسان في العالم أمر صعب للغاية و الأصعب من ذلك أيضا تعليمه أن يكون شريفا,
خلقت الأسماك للوقوع في الشبكة
الكنيسة هي لحد الله
الحزن مثل جلدنا و نحن في داخله تعودنا هذا الثوب
الذئاب أيضا على حق عندما تمزق أخوتها إربا إربا
لن تصيرن قديسا بمجرد الشخوص إلى الأيقونات
كلما قلت معرفتك طال رقادك
إن شيئا صالحا لن يخرج من الأسياد قط
الناس الذين يكثرون المزاح هم الذين يتألموت أكثر من سواهم

كبداية :
الرواية خالية من الدوغمائيةالخطابية لدى الماركسيين في تاريخها الطويل فهي كثيرا ما اعتمدت على خطاب متوازن حول مبادئ المانفستو في أصوله الماركسية الإنجلزية !

/

مكسيم هنا حول المرأة البسيطة إلى أسطورة يومية قائمة على قمين أي حول فكرة النضال إلى حس أسطوري قابل للحياة للتحقيق و هذا من الأشياء النادرة في التاريخ الأدبي و البشري أيضا أن يتم صبغ الحدث اليومي بلون أسطوري قابل للتصديق و المعاينة فامرأة مثل بيلاجيا بلا تاريخ أو هوية حقيقية أو حتى إيمان يتعدى الدارج اليومي لمعنى الإيمان "الصلوات الخمس" تحولت بفعل مكسيم إلى حدث مدهش في الحياة اليومية الروسية في فترات النضال الماركسي ما بينفالنضال الماركسي خلال هذه السنوات سار بشكل شبه مطابق لما هو عليه حال بيلاجيا في الرواية فكأن مكسيم كان يتنبأ من بعيدو هو الساكن في أميركا بما يحدث في كل أنحاء روسيا القيصيرية,

كل هذا لا يهم !
في هذه الرواية كان مكسيم قادرا على قراءة المراحل النفسية التي يمر بها أي إنسان تجاه فكرة جديدة و مستحدثة في المجتمع فهذه المراحل النفسية يمكن تعميمها و إصدارها كإطار عام و حاكم لكل المجتمعات البشرية و هذه بالطبع ليست دوغمائية بل واقع يمكن معايشته في أي مكان في الأرض فهذه المراحل بالنسبة لمكسيم تعتبر التشكيلة الأولية لمعنى الحقيقة و كيفية الإيمان فيها و انتشارها على النطاق البشري الواسع و الذي يرزح بالضرورة تحت نير فكرة مغايرة قائمة على قوى تاريخية و دينية و سياسية إلخ لها أساساتها القوية في اليومي المعاش للإنسان.

هنا كانت فكرة السيدة بيلاجيا و التي يمكن سحبها على جميع من شاركوها النضال جميع من وقفوا معها و ساندوها بل و تأثروا بقصتها و مشوا في دربها فالحقيقة التي تبدأ بمرحلة شك سرعان ما تتحول إلى تصميم إذا ما وافقت حالة تعاسة في ذهنية الإنسان الذي يسعى إلى تفعيلها على أر الواقع.

ربما كانت كل المخاطر التي قامت بها بيلاجيا ليست من أجل بافل ابنها الوحيد فقط فإحساس الأم لا يقود إلى مراحل نضالية عامة مثل ما قامت به بيلاجيا بل كان في سبيل كل أبنائها على هذه الأرض فالأم بيلاجيا تحمل عدة جوانب للقارئ و ليس جانب الأمومة هو الوحيد فقط فهي تحمل الوجه النضالي للحقيقة الماركسية في الأصل ثم الوجه الحقيقي للمعاناة الإنسانية في روسيا ثم وجه الأم كآخر الوجوه و بالتأكيد أصدقها هذه الفكرة التي حاول مكسيم تجسيدها في إطار ماركسي بحت من المؤكد أنه كان قادرا على تجسيدها في إطارات أيديولوجية أخرى لو كان منتميا لتيار آخر.

مقطع استطرادي :
الأمر ليس روسيا بحتا بل أشبه ما يكون بحالة تعميم على القارة الأوروبية ما قبل الحرب الكونية الأولى فأوروبا الإقطاعية و البرجوازية ما قبل الحرب العالمية الأولى كانت صورة شبه مطابقة للصورة الروسية ما قبل ثورة البلاشفة عامو حالات النضال التي تحدث عنها مكسيم من الممكن تعميمها على حالات ربما من الممكن وقوعها في تلك الأيام في أي مجتمع أوروبي آخر.

/
في الرواية حالة عالية من النبوءة لدى غوركي فالرواية التي تمت كتابتها في المنفى قبل قيام الثورة البلشفية عامتنبأت بالأحداث النضالية من أجل الوصول إلى ثورة شيوعية في روسيا القيصرية بالطبع هذه الثورة كان من الممكن أن تمتد لتشمل بلدانا أخرى إلا أن واقع الحرب أوقفها عند الحدود الروسية فمجمل ما كان في الرواية كان نبوءات يومية يؤمن بها غالبية شخوص العمل الروائي فالكل يتحدث عن واقعية التغيير و عن حتمية حدوثه في المستقبل القريب باستثناء الأم التي كانت تفقد هذا الإيمان بل تتمناه ليس إلا فهي قد بدأت تفقد إيماناتها بأشياء كثيرة باستثناء جدوى الفعل النضالي الذي تربطه بالآمال و مصير بافل كمرتبة ثانية فالحرية و العدالة الاجتماعية في نظر الجميع كانت قادمة لا محالة إلا أن بيلاجيا كان تأمل بهما هي لم تكن تؤمن بهذه الأشياء ربما لأن هؤلاء الرفاق يفتقدون القدوة الحقيقية التي هي تمتلكها و المتمثلة في المسيح فغياب هذه القدوة أو الملجأ الروحي يجعلها تشكك في حتمية الحدوث و لذا هي ترضى فقط بالتمني.
الأمر الآخر المصير لدى مكسيم هو المنشور السياسي السري و الذي لم يكن تحريضيا في المرتبة الأولى بقدر ما كان تثقيفيا و توعويا بالنسبة لعمال المصنع و الفلاحين إلى آخر الفئات المتعبة و الكادحة في المجتمع الروسي إضافة إلى الحالة التثقيفية كانت هناك الحالة التبشيرية بالمستقبل القريب فما على العامل إلا أن يصبر و يناضل و يعي ما يفعل و يظل يناضل ضد أي انحراف في المستقبل لذا حالات الشغب لم تكن أشياء اعتيادية من العمال بل أضربوا لساعات قليلة في يوم واحد فقط بينما تحول مدفن أحد الرفاق إلى معركة لإثبات الحق في التعبير ليس إلا يبدو مكسيم في الرواية يوحي بأساسيات التغيير في المجتمع و يحض عليها و يدعو للتمسك بها فمسائل مثل المساواة و العدالة و الحرية و حق الكلام و الاشتراكية كلها ليست بالنسبة له مبادئ شيوعية فقط بل مبادئ إنسانية خالصة هي من حق الجميع
Attain Mother By Maxim Gorky Available In Ebook
و على الأيديولوجيا الماركسية أن تبذلها للجميع.
يشير مكسيم إلى قضية جوهرية لدى الإنسان المسيحي فهذا الإنسان لا يستطيع التخلص من أيقونة المسيح بشكل نهائي لأنها في حكم الاستحالة لذا فالمسيح مقرون بمصير العامل فجبل الجلجلة هو المصنع و المعمل و العمل بشكله العام لدى الإقطاعي و البرجوازي و الرأسمالي و الصليب المحمول على أكتاف المسيح هو المقابل من هذا العمل لذا فالمسيح قرين الفقراء و مجالسهم هو قرين العمال و مجالسهم أيضا رغم أن الإيمان بالمسيح لا يظهر جليا إلا لدى الأم فهو المحرض الأساس بالتوازي مع بافل في ضرورة النضال و الاستمرارية فيه.
بالنسبة لي فالحالة الإنسانية العامة في الرواية هي الحالة العذابية للإنسان الذي يجد نفسه محاطا بآلاف العلل اليومية و المعوقة للوصول إلى جنته الأرضية فالشيوعي لا يؤمن بجدوى العيش في جنة أخرى طالما لا يراها عيانا أمامه مقابل عرقه فالفقراء بالنسبة له لا يدخلون الجنة فقط بل يجب أن يعيشوها في حياتهم هذه أيضا كمية القهر التي يجب أن تنتهي من أجل الوصول إلى كمية الرضا الموعودة في الجنة الأرضية كانت المحرك الثالث لدى بيلاجيا و التي كانت لدى مكسيم هي الإنسانية عامة في صورتها الروسية.
/

لا أقول أن بيلاجيا لم تمت كنبوءة هكذا أرادها مكسيم في داخله كأم كامرأة عادية و بسيطة لكن ما أراد له أن يموت ليس الأم بيلاجيا بل القدرة على تخيل فكرة الألم في عقل الإنسان فكرة الاضطهاد و الحيرة في هذا العالم القميء من ماتت أو اختفت في محطة القطار كانت الصرخات التي ظلت تتردد لفترة طويلة في أنحاء هذا الكون و هو ما أوجب الحياة التي تحولت كمنشور سياسي سري إن حياة المناضل تصبح أكثر إيلاما حينما يصبح التعاطي معها كحدث يومي اعتيادي لذا أصبحت حياتهم أكثر إثارة لأنها غير رتيبة أبدا و غير مملة بل قادرة على الإبداع في كل لحظة و في كل آن إن ما تمتلكه بيلاجيا الحقيقة بكل تجلياتها فالحقيقة في بداياتها تكون مضطربة ثم ما تلبث أن تقوى و يصبح صوتها عاليا تماما كما هو الحال مع نيلوفنا في محطة القطار إن هذه المرأة تمثل الحقيقة التي لا تيأس في التفتيش عمن يحتويها و يحاول احتضانها و الصدح بها في هذا العالم إن هذه الأم هي الصورة المغايرة للفكرة العامة التي بطبعها تبدأ مضطربة ثم ما تلبث أن تصبح مشككة حتى إذا ما جاء الوقت اللازم تصبح أكثر قوة فتبدأ محاولة إقناع الآخرين بالصراخ بها بل و ترى في الخطر الكامن فيها دليلا على حيويتها و وسيلة تحفيز قوية.
إن القدرة على ممارسة الألم و تحويله إلى وسيلة تسلية من صفات الحقيقة فقط وحدها الحقيقة من يستطيع فعل ذلك لأنها الوحيدة المؤمنة بذاتها إيمانا مطلقا بالنسبة لي هكذا كانت بيلاجيا نيلوفنا الوجه البشري للحقيقة في صورتها الماركسية الوجه الأكثر إشعاعا و جمالا لأنها الوجه الأعدل في هذا العالم الوجه القابل للحياة حتى لو ضربوه بالمدافع فإنه قابل للحياة لأن مصيره الحياة فقط أما الموت فمصير الباطل الذي يعيث في هذه الأرض فسادا. الحقيقة التي كانت بيلاجيا تؤمن بها كانت ذات لغة واحدة هي لغة الفقراء الذين يجب أن ينتهي فقرهم و يمارسوا حقوقهم لأنها الشيء الوحيد الذي يملكونه دون أن يمارسوه.

شكرا مكسيم !

اقتباسات :
إن ولادة إنسان في العالم أمر صعب للغاية و الأصعب من ذلك أيضا تعليمه أن يكون شريفا,
خلقت الأسماك للوقوع في الشبكة
الكنيسة هي لحد الله
الحزن مثل جلدنا و نحن في داخله تعودنا هذا الثوب
الذئاب أيضا على حق عندما تمزق أخوتها إربا إربا
لن تصيرن قديسا بمجرد الشخوص إلى الأيقونات
كلما قلت معرفتك طال رقادك
إن شيئا صالحا لن يخرج من الأسياد قط
الناس الذين يكثرون المزاح هم الذين يتألموت أكثر من سواهم
,