Avail Yourself الحضارة ومضامينها Engineered By Bruce Mazlish Distributed In Hardcover
ظهر مصطلح الحضارة ظهرا مرتبطا بالاستعمار والسيطرة الاوروبية على دول العالم الثالث والاستحواذ على مقدرات شعوبها وارتبط ايضا مفهوم الحضارة بالعنصرية والنظرة الدونية ورؤية الشعوب الاخرى انها متخلفة وغوغوائية وان عاداتها وتقاليدها ما هى الا تخلف بوسعي أن أصف هذا الكتاب بكلمة واحدة هي أنه كتاب "معقد" بكسر القاف وتشديدها. .
ولعل السر في هذا أن الكتاب يحاول التبسيط والتركيب في ذات الوقت وهو بالتأكيد كتاب ليس أصيلا في ذاته فبرغم خطورة موضوعه أو أهميته وبرغم مجهود الكاتب في تصنيف الكتاب إلا أنه لم يجب سؤاله الأساسي بصورة مقنعة أو حتى عقلانية ولعل الكاتب بدأ معنا بذهن مرتب نوعيا وخرج بذهن مشوش!
تدور أطروحة الكتاب الأساسية حول سؤال أساسي: هل بالإمكان أن يكون ما يسمى بحوار للحضارات
فبدأ تلقائيا أسئلة أخرى هي محور الكتاب الأساسي حسمبا فهمت عن:
ما هي الحضارة وما هي مضمانيها هل هي تجريدة أم مفهوم مجسد وما هو أصلها تشكيلا على السؤال الدارويني عن أصل الكائن الحي
لتجيب عن كل هذا عليك تبني منهجية قوية واضحة وعليك أيضا جمع مادة غنية كثيرة وهذا عيب الكتاب القاتل!
اعتمد الكاتب كما قال عن بعض الفصول الخاصة بالتعريف على صياغتين أو منهجيتين إن جاز التعبير لا تصلحان لتقديم إجابة بل وقد يخلان بشرط "علمية الكتاب" هما:
الانطباعية والمقارنة بلا معيارية واضحة,
ولعل كل ما سبق يفسر لنا عن حالة السيولة المعرفية أو النسبية الشديدة التي تصل للاتساق مع التناقض في الأطروحة الواحدة البارزة والمعلنة عن نفسها بشدة من أول صفحة حتى الأخيرة.
يبدأ الكاتب من مقولة مؤسسة: هي أن "الحضارة" كمفهوم لم يولد إلا في كنف الحضارة الأوروبية الحالية وتحديدا على يد "ميرابو" الذي ربطها بالدين. والحضارة حتى هذه اللحظة ممكن تعريفها بأنها أحد "أدوات تعرف الذات" فمن خلالها نعرف "الأنا" المتحضر بنفي "الآخر" الهمجي أو الغير متحضر.
وهنا يتبع الكاتب تتطور المفهوم في هذا السياق الأوروبي تتبعا انتقائيا فيختار ثلاثة فثلاثة فثلاثة كتاب في ثلاث فصول متتالية.
تبدأ بمقولة جوهرها الدين وتمر بكونها أيديولوجية استعمارية تبريرية وتختم في السياق الأوروبي بكونها أيديولوجية أوروبية.
ولأنه لم يفرق بين كون الحضارة أيديولوجية "استعمارية" وكونها "أوروبية" فدعوني أخبركم ما الفارق الذي فهمته كما يقصد الكاتب.
استعمارية لأنها كانت غطاء مبررا وملتحفا برداء العلم لاستعمار الآخر.
أما الثانية فهي بمعنى كونها "ثقافة".
وعند هذه النقطة تحديدا تضيع معنا كل خطوط الاتساق وتذهب بلا رجعة فنعدم الأمل في عودة الوضوح للمفهوم/المصطلح.
وأريد أن أقف هنا وقفة أخرى هامة:
في الفصلين الخاصين بالأيديولوجيا الحضارية لابد من ملاحظة مقولة الكاتب ومقارنتها بمقولة إدوارد سعيد في عمله "الاستشراق".
ونستطيع أن نخرج من هذه المقارنة بأن المقاولة "الحضارية" أوسع من المقولة "الاستشراقية" من حيث مجال الرصد أو البحث وبالتالي فهي تقدم فهم أقوى وأوضح وأكثر كلية.
ولكن هذا لا يعيب أو ينقص من قيمة المقولة الاستشراقية فكما نفهم من مقارنة منصفة أن الاستشراق كان الجزء المتعلق بالأيديولوجيا الحضارية الأوروبية بالطبع حين تصتدم ب"حضارة أخرى" ولذا فالنغمة الاستشراقية هي الثابتة والواضحة في التعامل مع الشرق أو العالم القديم. وقد تكون أكثر تفسيرية أيضا.
أما حين تصتدم بالعالم الجديد "السكان الأصليين" فإن المقولة الحضارية بالتأكيد تثبت وجودها وأنها بالفعل أكثر شمولية.
وبعد هذا يصل الكاتب لنقطة بداية التراجع وظهور أدبيات الهزيمة أو كما يقول "يبدو أننا نسمع آلاما أقرب من رثاء أو على أقل تقدير نشهد اختفاء نبرة المنتصر" صـوهذا في فصل سماه "العملية التحضرية".
وفي هذا الفصل نلحظ وجود داروين الذي يبدو ولع الكاتب به وإيمانه بنظريته حتى لنجد في آخر فصل أن الكاتب يرى أن الحضارة أو التحضر هو جزء من "عملية التطور".
وفي فصل آخر بعنوان "حضارات أخرى". يزور الكتاب "الحضارة المصرية" التي اكتشفها الغرب وبخاصة نابليون وبدأ يروا ذواتهم منعكسة فيها وهذا ما حدث مع كل الحضارة المكتشفة هناك.
ويزور أيضا اليابان ومقولتها الشهيرة "تحديث لا تغريب" والصين وتايوان.
ويستشهد ببعض الأمثلة من إيران وماليزيا والهند وغيرها.
وخلاصة يعرف الكاتب الحضارة كما ذكرت سابقا بأنها جزء من عملية التطور وأنها استجابة من "الإنسان العاق" لظروف البيئة. . مقولة داروينية عجيبة في هذا السياق
ويطرح سؤاله الأول والاخير حول إمكانية حوار حضارات ويضعنا أمام خيارين أو رأيين سائدين:
الأول: هو حضارة عالمية وثقافات خاصة.
والثاني: حضارة عالمية واحدة تتناقض شكليا مع فكرة وجود حضارات من الأساس للتحاور!
. .
قد يكون علة التشتت في الكتاب هو أن موضوعه لا يتناسب مع كاتبه الذي لا أعرف عنه إلا ما قاله المهتم بالتاريخ.
ورغم هذا فالكتاب يطرح الكثير بطريقة غير مباشرة الكثير من الأسئلة الهامة والكبيرة من قبيل:
ماذا نريد
وهل "العمران" هو القضية
وما العلاقة إذن بين الثقافة والحضارة والعولمة والهوية
وهل يمكن إيجاد تعريف "ذاتي" للثقافة وآخر للحضارة
هل انتصار الحضارة الأوروبية نهائي
هل حقا مقولة نهاية التاريخ هي مقولة لازمة ومضمتنة بالأساس داخل الحداثة
كتاب كبير صغير,
ـــــــــــــــ
الترجمة لغويا ضعيفة جدا بالمناسبة أتمنى لو اهتم "عالم المعرفة" بهذا الشأن حقا.
عجبت حين وجدت أن جميع مراجعات الكتاب تتحدث عن "أكاديميته" ولكن من الممكن القول بأن ما يؤيد هذا المقولة أمران:
الأول: هو البرودة في الأحكام القيمية بل وكونها استفزازية في أحيان كثيرة.
الثاني: أنها لا تهتم بالواقع قدر اهتمامها بمعرفته من الكتب الفكرية.
أي باختصار المقولة الاستشراقية داخل الكتاب ذاته ! أخلص امتحاناتي بس واقرأك :
أول كتاب في الليستة انت و اخوكعام من العزلة
امتي اخلص امتحاناتي بقي : كتابة أكاديمية مفيدة غنية بالمفاهيم و المعلومات لكن كمعظم لكتب الأكاديمية لم تسلم من لمسة ملل. كان هذا تقييما عاما.
إنطلق الكاتب من إيران و عاد إليها في آخر الكتاب. و اعتمد في دراسته لمفهوم الحضارة على الرؤية الأوروبية كما و انتقد الشعور الأوروبي بالتفوق. و سأنتقد الكاتب بنفس المنطق إذ اعتمد على مفكرين غربيين لا ننفي أهميتهم في هذا السياق و لكن
كان أجدر به العمل بالأسبقية التاريخية. فبدل الإسهاب في الحديث عن غوبينو و ستيوارت مل ثم دارون و ميرابو و أخيرا فرويد كان أليق أن يفرد بضع فقرات لابن خلدون و نظريته في العمران و الخراب التي يقارن فيها بين البدو و الحضر من جهة و بين سطوع و أفول الحضارات من جهة أخرى. فالرجل لم يذكر إلا مرتين باقتضاب شديد.
هاك بعضا من قبسات هذا الكتاب:
ترتبط الحضارة بمفاهيم كالثقافة culture و المؤانسة sociability و الكياسة civility مدنية تمدن أو عمران كما عند ابن خلدون
على علاتها تعتبر الحضارة أمرا خيرا,
ج
دعامات الحضارة الأوروبية ثلاث: الإرث الروماني المسيحية النظام الإقطاعي.
إرتبطت الحضارة بمفهومي الجنس و العرق و بنزعة أكثر عنصرية غوبينو Gobineau و بتورط گوستاف لوبون فهذا الأخير هو القائل: ”من الممكن أن يمنح المرء زنجيا الباكلوريوس في الآداب و شهادة الدكتوراه لكن من غير الممكن جعله متحضرا“ ص
نظرية التطور نشأت في بيئة إمبريالية ذات نظرة تفوقية للجنس الأوروبي لكن ” النظرية يجب أن تقيم انطلاقا من مزاياها العلمية و ليس انطلاقا من أصولها في ثقافة إمبريالية“ ص
خذ مثالا على عنصرية العبقري دارون: ” فلدى مشاهدة هؤلاء الناس يصبح من الصعب التسليم بأنهم مخلوقات مثل بقية بني البشر و يقطنون العالم نفسه, “ ص
مبادئ الحضارة: مساواة ملكية مشاع
منزلة إجتماعية و قائد للجماعة.
لم يكن دارون عنصريا فقد كان يمقت العبودية. عنصريته إنعكاس لثقافة عصره.
يسمي فرويد الإنسان ب:”Prustheticod“ أو الإله الإصطناعي. يواجه هذا الإنسان القلق الداخلي باللجوء الى الكحول و المخدرات و اليوغا و الزهد و الدين و العلوم و الحضارة
فرويد:” إن التحليل النفسي يؤدي بنا إلى نتيجة يتقلص فيها الدين إلى حالة من حالات الإضطراب العصبي الذي يمس البشر.
آليات نفسية: قمع تسامي إسقاطالإنكار الإزاحة العقد.
Norbert Eliasالحضارة باعتبارها حالة يمكن بلوغها هي أقل أهمية من العملية التحضرية ص
نشأت الحضارة بادئ الأمر في سورية و العراق و مصر ثم قد يقال الصين, لكن السؤال الأهم هنا: هل نشأت الحضارات المختلفة بطريقة عفوية مستقلة أم كان لها مصدر واحد انتشرت منه
الحضارة كلمة محاربة بشكل واضح إنها مسألة سياسية خطيرة. ص
تعريف عزيز العظمة للحضارة العربية: ”أعني بالحضارة العربية في العصور الوسطى تلك الثقافية القوية المنتصرة العالمية من التعبير العربي التي جرى تبنيها من لدن شعوب ذوي لغات أصلية مختلفة و تقاليد دينية متنوعة عبر منطقة واسعة توحدها التجارة و شبكات العملة و توحدها ثقافة سياسية متطابقة يعبر عنها في معايير بلاطية و إدارية و في الأيقنة Iconographies و التمثلات و التعبير عن القوة و طبقة قوية من التجار و الدارسين“ ص. تعريف معقد و مضن. ثم لما لا يمكن آسفا هذا التعريف إلا على الحضارة العربية في العصور الوسطى
يعد هذا الكتاب قيمة مضافة في مجال البحث العلمي حول استعمال مصطلح ومفهوم "حضارة" وكتب بأسلوب متعدد التخصصات : تاريخي وفلسفي وأدبي.
تكرار في نفس الموضوع. لم أشعر بقيمة حقيقية من وراء الكتاب. بالإضافة إلى قدم موضوعاته ﻷنه نشر في بدايات العقد السابق.