Receive فئران أمي حصة Narrated By سعود السنعوسي Represented In Script

on فئران أمي حصة

في العام ٢٠٢٠ . . هذا المستقبل القريب الذي إستوحاه الكاتب بخيال منطقي هو إستقراء منطقي يعرض فيه نذور وأهوال وضعنا الحالي إذا ما تتبعنا ماض قريب برغم سوءه فهو ليس بأسوأ مما نحن عليه الآن

إستعراض فتي بذائقة عالية تحلت بروح موضوعية خلت من عنصرية و إتشحت بشفافية إستعرضت تاريخ يوثق مرحلة قاتمة مرت بها منطقتنا ما زالت حصائدها تنذر بشؤم القادم محذرة من فتنة طائفية قد تأكل الأخضر واليابس

قلم سعود الخادع يجب أن يقرأ بتأني ولكي تدلي بإنطباعك عنه أنصحك بقراءة متفحصة فلغته العالية وتسلسله السردي المقنع قد يجعلك متعاطفا مع روايته بيد أنني أشهد أن المضمون صنع حدثا يمكن أعتباره إرثا وثائقيا يقينا رمادا حذرت منه نار ما إحتوته حروفه

رواية بنكهة خليجية رفيعة الذوق تستحق الإشادة وقلم له مني كل الثناء الفئرا اتية احمو الناس من الطاعون !
رواية إرث النار ابطالها الفئران الأربعة : شرر , لظى , جمر , رماد, .
اى من الفئران هاجمنا وايهم مازال فى مخبئه ! من يطعم هذه الفئران ماذا تورث النار من اين اتى الفحم !

النار لا تورث الا رمادا
عندما نكن فى وقت يسأل فيه الطفل " الله سنى ولا شيعى"" ويسال : "على بن ابي طالب ,رضي الله عنه ام عليه السلام" "الرسول مثل امى ولا مثل ابوي" فمن هنا كان الشرر
الشرر الذي ظل الجميع يطعمه المزيد من الفحم

رواية فئران أمي حصة , وضع سعود بين اصابعه الماضي الحاضر والمستقبل رواية مابينالىمن الشرر الى الرماد
رواية بداخلها رواية إرث النار , لم يذكر اسم اليطل فى الرواية تتوه بين الماضى والحاضر بين الراوى والقارئ والشاهد !
بين صالح وعباس
بين انت وهم ونحن

لم اتخيل بانه يوجد وضع بهذه البشاعة ! هنا لا نرى النزاع بين ديانتين بين مسلم ومسيحى مثلا ! بل نرى الطائفية بين المسلمين نفسهم كيف يحرق الشخص نفسه و غيره , حرائق تفجيرات الحروب قتل اتهامات
وتصفيات لطائفة ضد اخرى , شيعى سنى رافضى ناصبى , لا اتفاق على رؤية هلال رمضان او العيد فى نفس الدولة والمنطقة ! جار صائم واخر سيبدأ الصيام فى اليوم التالى !

مع بداية الشرر ياخذنا سعود الى حرب العراق والكويت و الصعوبة التشتت القتل الدمار الذى خلفته الحرب حرق ابار النفط تصبح الكويت منطقة بالعراق ,تلغى عملتها النقدية وتمحى اثارها ,مع تدخل امريكا
المنقذة كما تخيلها اهل الكويت لتنهى هذه الحرب الضروس , بعد ذلك نجد ان الاحتقان الظائفي فى الكويت وصل حدا لا رجعة بعده, مما يدفع الابطال الاربعة الى انشاء تنظيم
واطلقو عليه اسم اولا فؤادة وشعارهم الفئران اتية احمو الناس من الطاعون مع بداية التنظيم يلقى تئيدا كبيرا لدعوته الى الوحدة الوطنية لكن سرعان ما يوضع نظام الرقابة على كل وسائل الاعلام
و يبدا هجوم على ابناء فؤادة من من يقول انهم ملاحدة , شيعة , تنظيم دينى ,
وتصل الطائفية الى حدتها و تسبب الخراب والقتل بابشع الصور, يقتل م اولاد فؤادة ضاوى ثم فهم ثم ثم


بعد الانتهاء من الرواية سالت نفس لماذا لم تسقط السماء علينا الى الان !! كما كانت تقول حصة !
رواية رائعة فيها حزن واسف كبير , تحتاج لوقت فراغ لقرائتها كى لا تتوه بها وبين رواية ارث النار
فى بعض الصفحات توجد تفاصيل مملة ولا داعى لها,
وبعد قرائتها ايضا يتضح لك لماذا تمنع هذه الرواية من الكويت !
. وطالما ان مثل هذذه الكتابات لاتزال تمنع من اوطاننا العربية فستبقى الفئران بيننا

مقتطفات من الرواية :
الجهل بالشيء نعمة في بعض الاحيان.
ينضج واحدنا كحبة التمر ظاهرها لين ونواتها أقسى من أن تلين
خوف الآخر وخشيته عليك عزاء في حد ذاته
انتم لا تبكون موتاكم, أنتم تبكونكم بعدهم. تبكون ماأخذوه برحيلهم. يخلفونكم بلا جدا تتكئون عليه.
كل شيء جديد الشعور بالفقد وعم التيقن منه بعد
أنت لا تعرف أنها لا تأتي الا فرادى, في يومكم ذاك وحسب, اكتشفت أن المصائب إن أقبلت, أقبلت تمسك إحداها بيد الأخرى. الى حد تجهل فيه علام تبكي.
أهكذا ترجل يارجل, ياابن فؤادة, بلا مطر تغيب ياابن الخال ولو يعود الخال عنك يسأل, ماذا اقول هل أقول له هاك بواقي ابنك وقد صار جرما متفحما بطول ذراع موت ضاري
يموت أحدهم ليعيش آخر
لا داع لنا أن نتكلم كثيرا عن مدى تطور الأدب الخليجي بصفة عامة
والكويتي منه بصفة خاصة , ولكن الملفت للنظر في الكتابات الكويتية هو الحس الوطني المميز الظاهر في تلك الكتابات , النابض بحب وطنهم , كتابات العظيم اسماعيل فهد إسماعيل , مرورا بالمبدعين أمثال سعود السنعوسي و عبدالوهاب الحمادي , كلهم يشتركون في حس وطني فريد , كتاب مهمومون بقضية وطنهم مهتمين بعرضها,

الكاتب الجيد كالقائد العسكري , يظل ينصب أفخاخ للقارئ ليدمجه مع عمله , وفي النهاية يجد القارئ نفسه مندمج مع ما يسطره الكاتب ويحبه ويفهم المراد منه.

المهم : نحن
Receive فئران أمي حصة Narrated By سعود السنعوسي Represented In Script
أمام رواية جيدة بفكرة مميزة وعرض تأريخي متميز للمجتمع الكويتي , مع حس سوداوي ظاهر للعيان يليق بالمنطقة و مستقبلها الداع للتشائم.

العمل تدور أحداثه في عام تخيلي هووهذا توقيت بارع من الكاتب , حيث أنه لم يختر زمن بعيد كل البعد فنشعر أن عمله مجرد خيال من قبله , وفي نفس الوقت اختار زمن قريب نقدر على ملامست و تنبأ أحداثه.

الرواية كويتية بامتياز , بملامح شخصياتها , و أحداث الكويت الخصبة ,
الكويت : ذلك البلد الصغير حجما الكبير من حيث الأحداث التي عصفت به فوضعته في بؤرة الإهتمام , وصنعت له تاريخ ثري , مؤلم , فهي الوطن الذي دفع ثمن جيرته لقوات متناحرة , شيعة من طرف وسنة من طرف آخر , عراق يحتله و إيران تستغله , وسعودية تفرض عليه الولاية.

عرض تأريخي متميز من منتصف الثمانينات لزمن الأحداث التخيلية, من خلال شخصيات بسيطة عادية تلامس حياتنا بمختلف مجتمعاتها و تعطينا إحساس بالقرب.

عاب العمل بعض الملل والمط في بعض أجزاءه مع إسهاب في غير موضعه من وجهة نظري وشئ من التكرار.
كنت أتمنى أن أجد هذا العمل أفضل من ساق البامبو ولكني وجدت ساق البامبو أفضل.

في المجمل : العمل جيد دلالة على خامة الكاتب المتميزة , ولكنه ليس بالعمل العظيم المبهر.

.