Get Your Copy ضياع ديني: صرخة المسلمين في الغرب Illustrated By Jeffrey Lang Published As Interactive Edition
الكتاب صرخة استغاثة من أجل المسلمين الجدد في أمريكة وأبناء المسلمين المهاجرين إليها. تناول الكتاب في أساسه للمشكلات التي يتعرض لها هؤلاء في أمور دينهم وفي صلتهم بالمجتمع الأمريكي تلك الصلة التي توقعهم بتناقضات واضطرابات في عقيدتهم وفي التزامهم
بالدين. عرض المؤلف أولا تجربته في انتقاله من الإلحاد إلى الإيمان عن طريق دراسة القرآن دراسة نقدية من أجل المعرفة. وطرح من خلال ذلك أسئلة ضد الله حتى وقع على أجوبة شافية قادته للإيمان العميق. ثم عرض للأسئلة التي كانت تأتيه على الموقع الإلكتروني من المسلمين الجدد الأمريكيين ومن أبناء المسلمين المهاجرين الجيل الثاني وكانت أسئلة محرجة تظهر مدى المشكلات النفسية والاجتماعية والعقائدية التي يعانون منها
وكانت تلك الأسئلة تتعرض لموضوع المرأة ومكانتها في الإسلام ومعاملة القائمين على المراكز الإسلامية لها ومشكلاتها في الشارع ومع الحجاب. كما تعرض لمسألة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وزواجه من عائشة وأشار إلى مسألة خلط المسلمين عاداتهم وتقاليدهم بالدين الذي أدخلوا عليه ما ليس منه. وعرض مشكلة الهيمنة التي يفرضها القائمون على المساجد وفرضهم جوا معينا خاصا من الأفكار وعدم السماح بالمناقشة. وأشار إلى موضوع الميراث ودافع عن القرآن ضد خصومه الذين يعرضون آيات يتوهمون أنها من ثغرات الكتاب. الكتاب مملوء بالمشكلات التي يعاني منها المسلمون الأمريكيون في إسلامهم ويدعو إلى المناقشة وقبول الآراء المجددة وفحص الممارسات الإسلامية الحالية التقليدية وتمييز ما هو جوهري في الدين عما هو داخل عليه ليتلاءم الدين مع العصر الحاضر فهما وشرعا على أسس متينة لئلا يرتد المسلمون الجدد ولا ينهزموا أمام عدوهم المتربص بهم. من الغريب أن أجد أن هذا الكتاب لم يحدث لي ثورة فكرية كبيرة! بالرغم من كوني انتمي لفئة نقيضة تماما للافكار المطروحة في الكتاب وبالرغم من أني اقرب للفئة الاكثر تشدد وبالرغم من أني أقرأ كتاب يدعو لانفتاح فكري لافكار بحد ذاته تعتبر انفتاح فكري لمجتمعي!
مع هذا كله فأنا وأنا أقرأ الكتاب أجد نفسي أقرأ افكار عادية او طبيعية او افكار مرة علي او اعرفها او او وربما ان لكثير من هذه الافكار ثورة قديمة في عقلي لذا لم تحتاج لثورة جديدة! وربما أني اخترت هذا الكتاب من أجل أن أقرأ هذه الافكار فلم انصدم كثيرا لقرائتها !و اردت اقرأها مكتوبة ليزداد تأملي لها وربما عقلي الباطن عمل ومازال يعمل في هذه التأملات!
الكتاب جميل والكاتب محترم أيضا والاجمل من هذا كله الهدف النبيل من الكتاب اممم يستحق الكتاب تعقيب مطو ! ان شاء الله سيكون لي عودة ووقفة مطولة في وقت اخر
اختلف كثيرا مع الكاتب واتفق كثيرا معه! لكن في النهاية يجب ان لا نتحمس من اجل اتفاقاتنا ولا اختلافانا ! المهم هو ان ننشئ اكثر من طريق للوصول للهدف النبيل !
همسة لكل من قرأ هذا الكتاب من مجتمعات الشرق ولسيما الخليج : لستم المسلمين الوحيدين بالعالم يكفيكم من هذا الكتاب ان تدركوا هذه الحقيقة ولتكن بداية أولى لمراجعة النفس وبعض الافكار ! تطرق الكتاب إلى عدة قضايا منها العلاقة بين الإنسان والخالق وقضايا المرأة ومعاملة المراكز الإسلامية لها ومسألة العادات والتقاليد وربطها بالدين وقضية النقد المنطقي وطرح الأسئلة وهيمنة القائمين على المساجد وتبنيهم لمذهب معين وغيرها من المشكلات التي يواجهها المجتمع الإسلامي في أمريكا وخصوصا الجيل الثاني ومعتنقي الإسلام الجدد.
هدف الكتاب ومغزاه هو فصل الدين عن الثقافة هذه هي أكبر المشكلات المطروحة.
فالإسلام الذي جاء به المهاجرين المسلمين إلى أمريكا مشرب بالعادات والتقاليد السائدة في مجتمعاتهم لدرجة جعلوها من الدين الذي لا يمكن مخالفته مما سبب مشكلة لدى الأمريكين المسلمين ووقوعهم في هوه كبيرة بين ثقافة المجتمع الأمريكي الذي يدعو إلى التحرر والنقد والمسجد الذي يمثل ثقافة بلاد أخرى ويشيع فيه التشدد وكتم الحريات ومنع التساؤل.
هذا الكتاب فتح عيني على أمور جديدة بالنسبة لي ومشاكل متجذرة في مجتمع المسلمين الأمريكي وزاد وعيي بأهية البحث عن الحلول مقاربة وغير وجهة نظري في كثير من النواحي المتعلقة بضرورة الإنفتاح على الآخر ومراعاة ظروفه وفهم مشاكله قبل إجباره أو محاسبته على ما يمكن اعتباره خروج عن الشرع وذلك ما كان يفعله النبي مع الناس ولكننا لا نرى الأمر بهذه الطريقة. .
تعلمت أنه من أساسيات الدعوة تعلم طريقة تفكير أي مجتمع قبل دخوله للتأثير به بطريقة متناسبة مع اهتماماته ففي حالة الأمريكان فهم كما فهمت في الكتاب يهتمون بإعمال العقل والمسائلة والنقد كما يهتمون بالأمور الروحية وغياب أحدهما يسبب إنهيار في مفهوم الدين بالنسبة إليهم وسيتخلوا عن المساجد وربما عن الدين كله.
في بداية الكتاب عرض الكاتب تجربة انتقاله من الإلحاد إلى الإيمان ودراسته للقرآن دراسة نقدية وما مر به في هذه المرحلة من مشاعر. . وهنا دهشت حقا بوعيه وفهمه لكلام الله وتعمقه العظيم بالمعاني وفلسفة الحياة رأيتها غريبة وغير مألوفة لا تخطر على بال.
كان من أكثر ما أعجبني تساؤله عن علاقة العمل الصالح بالقرب من الله نحن دائما نفهمها أننا لما نطيع الله بالعمل الصالح سيحبنا الله ونقترب منه أكثر بسبب الطاعة نفسها فالاقتراب سببه الطاعة لا أكثر. . أما هو فقد فهمها بشكل آخر. . أن العمل الصالح الذي يتمثل بالرحمة والرأفة والإحسان والعدل والبر والغفران والعطاء وجميع ما أمرنا به القرآن في الآيات التي حثنا فيها بقوله إن الله يحب. . رأى الكاتب أنها تتقاطع مع أسماء الله الحسنى فكان سبب اقترابنا من الله عند رحمتنا لغيرنا مثلا هو أننا نزداد معرفة وإحساسا بمعاني اسمه الرحيم وكلما أعطينا ازددنا إدراكنا لمعنى اسمه المعطي. . وكلما أكثرنا في أي عمل صالح ازدادت قدرتنا على معرفة الله والإحساس به وهكذا نقترب منه وتتأصل فينا اسمائه وتتعشق فينا مضامينها.
وقد شرح ذلك بقوله أننا عندما نريد أن نقترب من الآخرين نتوجه إليهم بالشيء الذي نشاركهم فيه فإذا أردنا الاقتراب فكريا من أحد ما فإننا نتوجه إليه عن طريق العقل وإذا أردنا الإقتراب عاطفيا نتوجه إليه بالمشاعر وكذلك الأمر عندما نريد الاقتراب من الله بما أنه منبع الخير اللامتناهي فإننا نقترب منه بفعل الخير الذي زرعه فينا "هذه هي روح الله". فبالتالي خير الله يصل للآخرين من خلالنا. . وينتهي بالإقرار بأن هذا معنى خلافة الله في الأرض. . ولهذا خلقنا إني جاعل في الارض خليفة
طول قرائتي للكتاب وأنا ألحظ روحانيته العالية وتأمله العميق وهذا ما شدني للقراءة أكثر.
وقد ضمن في أثناء حديثه عن رحلته مع القرآن بعض الأسئلة التي وردته من الناس مما له علاقة بهذا الموضوع ورده عليها. .
إلا أنني لاحظت بعض الفهم المغلوط لبعض الآيات عذرته عندها بسبب حداثة عهده بالإسلام وعدم اطلاعه على مصادر كافية لفهمها و تأثير بيئته وثقافته عليه.
الكتاب يطرح ويناقش قضايا تهم أغلب الشباب المسلم وغير المسلم ويجيب على اسئلتهم التي تخص فلسفة الحياة والموت والآخرة والعقل والإيمان والتي تنم عن مشكلات نفسية ومجتمعية وعقائدية خطيرة سائدة بينهم ودائما لدي قناعة أن خير من يجيب على هذه الاسئلة هو من كان قد وقعت في قلبه من قبل وهداه الله الى إجابتها. . فهو من يعرف موضع الخلل وإجابته تكون شافية محيطة بجميع جوانب التساؤل.
"على الرغم أني أظن في بعض الأحيان في أن إجابات كاتبنا كانت عكس ذلك"
كما أنه لدي بعض التحفظات على فكر الكاتب من ناحية عدم اعترافه ببعض الأحاديث الصحيحة أو قوله بخطأ نقلها وبعض الأفكار التي أعتبرها تحررية منافية للدين. وكان مضمون حديثه ينم بأن الأحاديث النبوية من الثقافة التي ليس بالضرورة الأخذ بها هو ما أعترض عليه بشدة. ألم يعرف أن الرسول ماينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى وأن أقواله ليست ناجمة عن بشريته وإنما بوحي من الله !. وأن السنة مكملة للقرآن.
من الملحوظ أن الكاتب ركز كثيرا على مشاكل المرأة المسلمة في أمريكا مع القائمين على المساجد ومع الشارع ومع الحجاب ووضعها في الإسلام وأورد الكثير من الرسائل التي وصلته بهذا الصدد مع أنني مؤمنة أنه يوجد الكثير من الأخطاء التي يجب تلافيها عند معاملة المرأة إلا أنها ليست ضمن طريقة الحل التي وضعها الكاتب أو كالتي طرحتها بعض الأخوات السائلات التي طالبت بصلاة النساء في صف على يمين أو يسار الرجال وبأحقية إمامتهم بالصلاة أو حقها في الخطابة!!
وفي معرض حديثه عن إعمال العقل والمنطق في الدين لا يمكن التغاضي عن أن الكاتب يدعو إلى شيء أعتقد أنه لو بدئ بتطبيقه فسيحصل انقسامات كبرى في المجتمع الإسلامي وكل سيتكلم بهواه هذا عندما دعى إلى التساؤل والشك ونبذ أمور هي من أصول الدين وهو لا يعلم وما كان المسلمون منقسمون إلى فرق وطوائف إلا بسبب أن كل منهم حاول إعمال عقله في أمور هي من الدين وأصول العقيدة وحاول التشكيك فيها وأدخل هواه وآراءه الشخصية فأدى ذلك إلى الفرقة وكل تعصب لرأيه.
لا نقول أن إعمال العقل والنقد هو سبب في الخروج عن الدين على العكس فدائما ما يدعو القرآن إلى إعمال العقل فالدين يثبت بالعقل والمنطق ويترسخ ولن يوجد فيه ما يخرقه إذا أعمل العقل لكن إعماله مع إدخال الأهواء والآراء هو الذي يؤدي إلى الفتن. . سواء كانت قصة خلق القرآن أو الخلاف على معنى القضاء والقدر أو خلاف المعتزلة الذين كانوا أهل الكلام والمنطق الذي يدعو إليه الكاتب مع أهل السنة ومع الخوارج وغيرهم هذه كلها كانت مسببات للفتن ومخرجات عن السنة النبوية ومن أجل اتقاء شرها قام المسلمون بحسم المسألة والدعوة إلى التمسك بشرع النبي الأصيل واتباعه من غير إدخال الأهواء إليه وهذا سبب عدم رغبة المسلمين في دخول هكذا نقاشات لأنهم يعلمون إلى ما ستؤدي.
في آخر الكتاب أرى أنه من الخطأ إيراد شكوك الناس واسئلتهم من دون إيراد الرد عليها وتفنيدها إذ إن هذا يهوي بالقارئ الضعيف الإيمان بهوة الشكوك التي لم تكن تخطر على باله ولربما لن يجد من يجيبه عليها بالشكل الصحيح. .