ها قد انتهيت من هذه القصة قال في نفسه.
ثم تمدد على فراشه متعب الجسد لكن بروح صاحية ولأول مرة في حياته أدرك أنه كان سعيدا. "
هناك عدة أحاسيس تنتابعك عند قراءة الكتب الجيدة على وجه الخصوص . سأخبركم أي إحساس راودني عند قراءة هذه الرواية
تفتح الكتاب تقرأ وتقرأ ثم 'تغرق'
تغرق في سحره دون أن تعي ذلك ثم تستيقظ لتجده انتهى
و تختم قصتك معه ب: كان جميلا رواية عبقرية رواية ساحرة
نعم إنها كذلك الكمنجة السوداء . . ماكسنس فرمين
ليس هناك ما أسوأ من أن تعيش السعادة مرة واحدة في حياتك. كل ما يتبقى بعدها حتى الأشياء التي لا معنى لها تصبح شقاء كبيرا.
الحياة مسرح لا يقدم إلا عرضا واحدا: وهي حياتك أنت تختارها مثلما أردت ومثلما تملكتك الرغبة لأن تعيشها في أحد الأفلام اللاتينية ردد أحد الممثلين جملة مفادها: الرجل يستطيع أن يغير أي شيء في حياته: شكله منزله عائلته صاحبته دينه ربه لكن هناك شيء لا يستطيع تغييره إنه ما يعشقه. . إنه الشغف.
ونيتشه كان بيقول: إن الوجود الإنساني كان هيبقى خطأ بدون موسيقى وودي آلن في مرة بيتكلم عن سيمفونية لموتسارت فقال: إنها الدليل على وجود إله
أجمل الأشياء هي تلك التي تتخذ الفن موضوعا لها ولا يوجد أعظم من فن الموسيقى الخالد عبر تاريخ البشر كله كانت هي الشريك الرئيس في بهجتنا كانت هي الوسيلة المثلى للعبادة فالنفس زهرة
لينة في مهب ريح التقادير نسيمات الصباح تهزها وقطرات الندى تلوي عنقها كذا تغريدة عصفور تنبه إنسان من غفلته. . فيصغي. . ويشعر. . ويمجد معه الحكمة مبدعة نغمة الطائر العذبة وشعوره الرقيق. . وتهيج تلك التغريدة قوى فكرته. . فيسأل ذاته عما أسره لحن ذلك الطائر الصغير فحرك أوتار عواطفه وأوحى إليه معاني ما حوتها كتب الألى تقدموه. . يسأل مستفهما عما إذا كان العصفور يناجي زهور الحقل أم يحاك أغصان الأشجار أم يقلد خرير مجاري المياه أم ينادم الطبيعة بأسرها! ولكنه لا يستطيع إلى الحصول على الجواب سبيل فيظل في فترات تأمله الطويلة ويخلص للنتيجة وأن الموسيقى خلقت للموسيقى للتذوق والإعجاب لتعلمنا الحب.
المنجة السوداء هي رواية خفيفة خفة الموسيقى عن ملحن عذب كان شغفه ومشوقته هي كمنجته برع في العزف عليه وأحبها وتركها تقتله حارب ضمن جيوش نابليون وعزف طفلا في بلاط أمراء أوروبا وفي النهاية وضعته الظروف في بيت أبرع صانع كمنجة في البندقية ليجد نفسه في معركة شرسة فالحرب الذي اتت به دمرت المدينة العريقة ولكنها أيضا عرفته على بهجة من بهجات الحياة واكتشف سبب لحياته وهي أن يؤلف سيمفونية تضع اسمه في مصاف الخالدين ويكتشف الحقيقة أنه ليس المهم أن تخرج بنتيجة مرضية بل أن تعيش حياتك لما تحب.
رواية لطيفة خفيفة فعلا سلسة القاءة جدا مرنة ستنتهي منها بابتسامة على محياك.
. تذكرت وأنا أخوض أولى تجاربي مع ماكسس فرمين عبارة للروائي الفرنسي لويس آراجون يقول فيها : الروائي بشكل عام لا يحصر جهده فقط بالسرد القصصي. القصة ثانوية في الرواية.
فإن أمعنا النظر في هذه الرواية سنجد أن القصة لا تشكل أهمية بقدر أهمية الأسلوب الأدبي الفريد الذي يسير عليه مؤلفها ففيرمين يتميز بعزوفه عن التعقيد في تركيب الشخصيات وتعففه عن الإسراف في استخدام الشعر والمجازات.
انظروا إليه وهو يتحدث عن بطل الرواية جوان
"كان عازف كمنجة محترفا لم يكن يعزف بيديه وإنما بقلبه"
أو عندما يصف طقوس عزف الكمنجة فيقول " فيما يعزف أسدل الطفل جفنيه وبدأ الرقص, كل حركة من أصابعه على زند الكمنجة كل انزلاقة للقوس كل تمايل للجسد كان يحرر طاقة في داخله. لم يكن جوان وكمنجته إلا واحدا كانت النغمات تتطاير من الآلة صافية وبلورية وتتلاشى في الأثير"
أو وهو ينقل على لسان صانع الكمنجات قوله
بأن "الموسيقى هي وطني الحقيقي ما تبقى لا أهتم له كثيرا"
هذه البساطة والسلاسة في السرد رغم أنها جعلت النقاد لا يكترثون كثيرا بفيرمين بحسب مترجم الرواية هي التي جذبت له جمهورا عريضا من القراء خصوصا في إيطاليا وإسبانيا, خير ما تتداوى به من رواية سيئة هو رواية جيدة وهذه المقطوعة السحرية كانت خير دواء
قصة طويلة لن ادخل في تفاصيلها لكني سأتحدث عن تأثيرها فهي ممتعة وسلسة مضحكة ومبكية تعبق فيها الالحان وتأخذك معها من باريس الى فينيسيا بخفة بإنسيابية وبحنان كحلم ذات ليلة صيفية.
القصة بسطورها جيدة وبما بين سطورها جيدة جدا. "الحياة مسرح لا يقدم إلا عرضا واحدا. . "
الكمنجة السوداء رواية قصيرة للكاتب الفرنسي ماكسنس فرمين. .
الرواية بإختصار بتحكي عن طفل كان موهوب في عزف الكمنجة ولظروف الحرب توقف عن العزف وعاش عند رجل طلع بالصدفة من أمهر مصنعي الكمنجة في إيطاليا و بدأ يحكيله عن حياته مهنته والمرأة التي أحبها
الرواية سلسة ومش حتاخد وقت في قراءتها
و كل أبطال الرواية عندهم شغف بالموسيقي و الكاتب عبر عن هذا الشغف ببراعة وكان فعلا في جمل كتير حلوة وقفت عندها بس الصراحة الرواية مفيهاش حبكة قوية و لا شخصيات مرسومة بعناية ولا تشويق ولا أي حاجة تقريبا غير شوية كلام حلو عن الموسيقي وتأثيرها علينا حتي القصة حسيتها ساذجة إلي حد ما. .
رواية للنسيان. . لم تعجبني! انتهت القصة فيصفحة لكنني مازلت في دهشه من خفتها!
بسيطة بسيطة جدا ولعل الجمال هنا يكمن في هذه البساطة.
موخرا قررت أن أدون كل أفكاري وخواطري عندما أقرأ كتابا وهكذا فعلت مع الكمنجة السوداء. منذ الصفحة الأولى بدأت الخواطر تغزوني القصة في سردها كانت كيف لي أن أصفها مباشرة مختزلة صافية واضحة تصيب الهدف مباشرة وتثير أفكارا أخرى بكل لطافة!
عندما أقرأ الروايات ينشط خيالي وأبدأ برؤية ألوان وأتخيل المشاهد كنت بداية أرى خلفية بيضاء ناصعه ترتسم عليها الشخصيات والمناظر مرسومة بأقلام الرصاص أعتقد أن هذا تأثير الرسومات المصحوبه في الكتاب. .
بعدها انجرف خيالي كليا بعد أن بدأت مشاهد لعب الشطرنج والجلسات الصامتة بحوارات خفيفة جدا.
تحولت المشاهد مباشرة في مخيلتي إلى خشبة مسرح. . أعتقد أن هذه الرواية تمثل وبسهولة جدا وبأحكام أيضا على خشبة مسرح قديم وستنجح!
سعيدة جدا أني قد اقتنيت وقرأت هذه الرواية وبهذا الأسلوب. الآن أمتلك في حوزتي كتاب أستطيع أن انصح به الأصدقاء المتقاعسين عن القراءة. لأنها بكل تأكيد ستعجبهم وتسهل عليهم الدخول إلى عالم الكتب.
كل التحية للراوي ماكس للمترجمين أيف وحازم.