on يا مريم

Uncover يا مريم Illustrated By Sinan Antoon Released As Audio Books

on يا مريم

الرواية رائعة و كلمة على الهامش أحب العراق أكثر من أي بلد أخر عدا مصر نعود للقصة فهي رائعة بحق و أسلوبها بسيط يمس القلب إلا أنها مباشرة جدا و ما جعلني أعطيها ثلاث نجوم و ليس أربعة هو أن تقسيمها لجزء ليوسف و أخر لمها لم يعجبني و لم أفهمه فهي ليست مقارنة. و ما بين الشخصيتين من تقاطع أكبر بكثير من الخلاف. لمست حال أقلية في العراق و كلها أقليات بالمناسبة و بكيت في داخلي على حال كل أقلية و كلنا كذلك حتى أنا و أنا مسلم مصري أقلية أيضا لأن حسابات الطائفية كثيرة و معقدة رغم أن أهل الطائفية لا يعترفون بالحسابات.

يا مريم كم تألمت و كم ستتألمين حتى يمن الله علينا بالمسيح المخلص الجديد الذى ينتظره الجميع و لا يجيء وقبل ان يسكت قلبه كانت شفتاه قد همستابصوت خافت "يا مريم "لكنه لم يكمل جملته. ظلت عيناه مفتوحتين حتى وهما تغرقان فى ظلام الموت



sitelink كان لا بد ان اعود وأكتب مراجعة لهذا العمل البديع لكني كنت مرغما على تذوق الألم من جديد لكأنني لا اتذوقه كل يوم!!

لغة الرواية جميلة سلسة نقطة ضعفها الوحيدة هي الإكثار من اللهجة العامية ولو انني اتفهم ان سنان يستهدف العراقيين في هذه الرواية لكنها مع تغيير اسماء الأماكن ستصح في لبنان والشام ومصر وليس بإستطاعة الجميع فهم اللهجة العراقية,

اختيار العنوان كان ذكيا فكان يمكن ان يسمي الرواية "يا عذرا" لكنه اسماها "يا مريم" لما يشكله الإسم من روابط بين الديانتين.

سنان يكتب عن ابشع المواضيع واكثرها الما وشناعة لكن قلمه يسيل منه بعض الأمل كدعوة للتغير والتشبث بالأرض ورفض الهجرة والتهجير والحفاظ على الموروث التاريخي لأقدم الشعوب في العالم حضارة والحلم بغد افضل ولو انني لا ارى هذا الغد الأفضل قريب!

"إحنا ما درنا بالنا عالعراق كلنا" اعتقد سيكتب احدهم يوما بعد ان نفقد كل الأشياء: "إحنا ما درنا بالنا على شي. . كلنا" تقول مها "تختلط البدايات والنهايات. كل يبكي على عراقه السعيد لكنني كنت أشعر وأنا انظر إلى كل تلك الصور والتعليقات التي تصاحبها بأنني لا امتلك زمنا سعيدا أحن إليه. زمني السعيد لم يكن قد ولد بعد. ربما أكون سعيدة هناك بعيدا عن العراق. بعيدا عن الموت والمفخخات وكل هذا الحقد الذي صار يسري في الشرايين. سنترك البلد لهم ليحرقوه ويمثلوا بجثته وسيذرفون الدموع عليه بعد فوات الأوان الذي فات. "

يروى سنان أنطون في هذه الرواية رؤيتان متناقضتان لشخصيتين من عائلة عراقية مسيحية
ف مها تعتقد أن المسلمين في العراق ومن يخوضون الحرب باسم الدين فيقتلون ويطلبون من الأقليات "الجزية أو الإسلام" هم سبب تعاستها وكل خساراتها لأنهم يرفضون وجودها في العراق ويوسف ويعتقد أن الطائفية ليست هي السبب في ما يحصل للأقليات في العراق ومنها المسيحية فيقول
"لا يابه دائما چان أكو سنة وشيعة ومسيح وأسلام بس ما چانت كتل وميليشات ومفخخات"

الرواية جميلة والنهاية موجعة جدا تقشعر لها الأبدان "س: "مرحبا أ, سنان أو لعله بأمكاني أن أقول السلام عليكم ورحمة الله فأنت كما يبدو لي من كتاباتك شخص منفتح على الأديان

ج: "وعليكم السلام ورحمة الله. أصبت حين قلت أني منفتح على الأديان. استشهد في نصوصي بآيات من القرآن الكريم ومقولات للإمام علي. كما أن بطل روايتي وحدها شجرة الرمان مسلم شيعي وبطل يامريم عراقي مسيحي وهنا وهناك ستجد شخصيات تعتنق ديانات ومذاهب شتى"

س:" وهذا ماوجدته نقطة ضعف وقوة في الآن ذاته فبقدر ما راقت لي فكرة الأبطال المنتمين لديانات مختلفة في الروايتين بقدر ما أدهشني أن ذلك هو الفرق الوحيد فالحقبة هي ذاتها جو العنف المستمد المنبثق من الطائفية هو هو. نفس الشخصيات التي دفعها الاحتقان للتطرف بل ونفس الشخصيات المعتدلة التي تدعو للتعقل. هناك أيضا الأيقونات الوطنية سواء كانوا لاعبي كرة أو نحاتين. باختصار تبدلت بعض الظروف الأسماء والمناطق وظلت الفكرة الرئيسية والجو العام دون تغيير. وجدت ذلك محبطا بعض الشيء. "

ج: "لم أنظر إلى الأمر من هذه الزاوية بصراحة. بالنسبة لي كان الأمر أشبه بامتداد للعمل الفني. أن تجسد مأساة بلدك أن تصور كل هذه الفوضى كل هذا العنف والعنف المضاد وفي الوقت ذاته أن تسعى لأن تكون منصفا فإنك حتما ستحتاج لأكثر من عمل أدبي. "

س: "أن تكون منصفا! دعني أرفع لك القبعة في هذا الجانب بالذات. لقد لمست حرصك على تحري الإنصاف. تمثل ذلك في سردك للأحداث من وجهات نظر متباينة وعلى ألسنة شخصيات من مختلف الأهواء والمشارب. إضافة إلى بعض الحقائق الهامة كالتذكير بأن الصحاف ينتمي للطائفة الشيعية وأن طارق عزيز مسيحي. "

"ج: "بالضبط. أزعم بأن الجميع ضحية وأن الجميع مشارك في الجريمة. وأن أي حل للوضع الكارثي الحالي يجب أن يكون جماعيا

س: " أتفق معك. ولكن اسمح لي بأن أقول لحضرتك أن هناك أمرا آخرا أبدعت فيه واتفق عليه غالبية القراء. ألا هو قدرتك على ضخ كمية مهولة من الأسى في طيات الرواية حتى أن القارئ قد تخنقه العبرة في عدة مواضع من الرواية. بالنسبة لي تمزق قلبي في وحدها شجرة الرمان عند عبارة: "ليش ضيعتني من إيدك جودي" أنا مدرك للوضع في العراق حاليا لكن الحزن في رواياتك يؤثر على كل شيء: قصص الحب مبتورة الولادات متعسرة الطموحات الفنية موؤدة . ماكل هذه الكآبة. لكأنك تستمرئ تعذيب القراء. "

ج: "إنك لاتجني من الشوك العنب. هذا هو واقع الشعب العراقي الذي ترعرع في براثن الحزن. فمن حرب إلى حرب ومن دكتاتورية إلى احتلال ومن حصار إلى دوامة عنف. من أين يأتي الفرح بالله عليك"

"لا يسعني سوى أن أدعو الله أن يكتب الخلاص للعراق ولأقرانه العرب اللذين استأجروا مساكن مجاورة له في أرض المآسي مؤخرا. ليكن الله في عون الجميع"

المقابلة أعلاه متخيلة بغرض مراجعة الكتاب. تقيمي للرواية هي./من يقرؤها قبل وحدها شجرة الرمان سيمنحها تقييما أفضل. أنهيت هذه الرواية ولسان حالي يصرخ"يا وجع قلبي" :
قرأتها بعد قراءة رائعة معلوف التائهونلم أكن قد استفقت بعد من بشاعة الحروب وأثارها التي تحفر كالأخاديد في نفوس الأحياءودماءها التي تغرق الأراضي وتنزف قطرة بعد قطرة من أجساد الشهداء
لم أكن قد استوعبت بعد كلمة الحرب الأهلية بكل ما تحويه من بشاعةكانت مجرد كلمة يتردد رنينها دون أن تعرف تبعاتها بوضوح
أن تتنافر طوائف في بلد ما لأي سبب كانهو ظرف طارئ وحدث عارض لا يتعدي أن تكون فتنة تنتهي ما أن تحدث
لكن أن تصل تلك الخلافات إلى الحرب بكل معنى الكلمة وكل ما تحمله من توحش ودمهو الأمر الذي كنت أجاهد لاستيعابه بعد قراءة هاتين الروايتين
التشابه بينهم مفزع!!
ولازلت أردد أن الحرب هي الحرب بكل ما تحمله من قذارة
اليهود العرب الذين يحملهم الواقع البشع للهجرة عن بلد عاشوا فيها وعاش فيها أجداد وأجداد أجدادهم ليذهبوا إلى وطن حديث الولادة حيث أصبح هو الملجأ والمنفذ بعد أن لفظهم وطنهم الأصلي
وأن تستمر معاملة المسيحيين كأقلية نتفضل عليها بالعيش معنا أو نجبرها على الرحيل وترك جذورها وماضيها
إما هذا وإما تفجر بيوتهم وكنائسهم ويقتل بعضهم ويشرد البعض الآخر!!
حتى المسلمين السنة منهم والشيعة لم يسلموا بالعيش معا وظل التنافر والخلاف قائملماذاإلى تلك اللحظة ومع كل ذلك التقدم والقدرة الهائلة على تبادل المعرفة والآراء لازلنا غير قادرين على استيعاب اختلافنا واحتواء خلافنا

كم يلزمنا من النضج كي نكون قادرين إذنوكم يلزمنا من العمر كي نصل إلى ذلك النضج الذي يجعلنا نعيش معا بسلام وهدوءوهل هذه هي صيغة السؤال الصحيحة أم يجب أن تكون كم يلزمنا من الدم
نظرية المؤامرة التي يتشدق بها البعض ويؤمن بها البعض الآخر أصبحت مثيرة للضحك
إذا كان هناك تدخل غربي ما هو نتيجة ذلكفسبب تلك النتيجة هي أننا كنا من الهشاشة بمكان جعل ذلك التدخل يجد ضآلته لدينا
بناء خرب نخر السوس أعمدته فأصبح من السهل دكه وتدميره على رؤوس أصحابه
للأسف هي عادتنانحن العربفي إلقاء اللوم على شماعة الآخرين

الرواية مستوحاة من حادثة الهجوم على كنيسة النجاة في بغداد عامكما قيل
رواية تشرح بمأساوية الشتات الذي تحدثه الحرب والدماء التي تهدر الذي تحدثه العنصرية والطائفية
عائلة مسيحية على الرغم من كثرة عددها تفككتفمات منها من مات وهاجر منها من وجد في الهجرة الخلاص والحل الأمثل
على الرغم من صغرها تلك الروايةإلا أنها ستفجر في داخلك سخط شديد وستضعك في قلب واقع المجتمع البشع

ربما ليس بيدنا من شيء سوى أن نتضرع كما فعلت بطلة الرواية إلى مريم الطاهرةكي تصلي وتدعي من أجلنامن أجل أوطان تهدم وتضيع بأيدي أبنائها

" يا قديسة مريمصلي لأجلنا يا والدة اللهصلي لأجلنا يا أما مصلوبة يا أما موجوعة يا أما باكية يا أما حزينة يا أما متروكة يا أما منفردة يا أما ثكلى يا أما مطعونة بالحربة يا أما متضايقة يا أما مصلوب قلبها يا أما مغمومة يا ينبوع البكاء يا جبل الحزن يا صخرة الثبات يا مرسى الاتكال يا ملجأ المتروكينيا ترس المظلومين يا غالبة الكفرةيا معزية المساكينيا دواء الموجوعين يا قوة الضعفاءيا ميناء الغارقينيا سكون الرياحيا مرهبة الخبثاءيا كنز المؤمنين يا عين الأنبياءيا فرح القديسينصلي من أجلنا يا أم الموجوعين"

يا مريم
صلي من أجلنا :

تمت اللة يا سنان
مرة أخرى سحرتني بكتاباتك
ﻻ امل و لن امل مما تكتبه
ﻻ تبكيني أكثر ارجوك فدموعي ستجف من مآسي مها
ارجوك ﻻتبكيني ارجوك قراءة "يا مريم" لم تستغرقني كثيرا لم أشعر بنفسي إلا وأنا ممسكة بالكتاب بشدة دون إمكانية التفكير بتركه إلى حين الانتهاء منه.

من الناحية التقنية ما من ثغرات أدبية تشعرك وكأن الكاتب استخف بعقلك وبفكرك. كذلك لم ألحظ أي ميل لبث دسائس فكرية وعقائدية رغم أن الرواية تحتوي الكثير من الوقائع التاريخية والسياسية والدينية.
أحببت أحداث الرواية التي تدور في ليلة ويومكما أحبت نظرة التعايش التي رسمها من خلال جيلين مختلفين. جيل يوسف
Uncover يا مريم Illustrated By Sinan Antoon Released As Audio Books
الذي اختبر التعايش السلمي والأخوي وظل مقتنعا به وظل يجد له المبررات لاقتناعه به. وجيل مها التي تحطمت بداخلها كل إمكانية للتعايش وحتى للعيش من جديد بعدما تسببت لها الفتن بخسارة أمنهاو أمانها و"روحها" التي ما زالت تنبض رغم كل الآلام والأوجاع.
مراحل حياة يوسف شهدناها من خلال الصور ومن خلال "حنة" التي بدات من خلالها الحكاية وانتهت أيضا من خلالها.
بعض القراء قد يجدون تعاطفا مع يوسف في الجزء الأول من الرواية ولكن حين تكمل مها روايتها نجد بأنها محقة لنبذها الطرف الآخر الذي لم تعرف منه إلا الكراهية والبؤس.
من يقرأ هذه الرواية يكتشف أن الواقع العراقي لايختلف عن الواقع الفلسطيني وليس بعيدا عن الواقع السوري ويشبه إلى حد ما الواقع اللبناني.
لقد برع سنان أنطون في إبراز وجهة الظلم والطغيان على لسان المظلوم المتجرد والمتعصب على حد سواء. إنه ظلم لاترضى به أية شريعة أو دين سماوي ولو أن هذا التنكيل يمارس باسم الدين.
حتى أن تسمية أقليات المنفرة تجعل الانسان يفكر بعد هذه الرواية هل الأقلية هي بالعدد أم بالانتماء فيوسف وعائلته إنتماءهم للعراق فاق انتماءهم للدين فهم بالمرتبة الأولى عراقيين. حتى أنه بعد مجزرة الكنيسة يأتي المنقذ نحو مها ليقول لها مطمئنا : أنا عراقي.
بالنهاية الوطن هو من يغلب الدين والطائفة والمذهب إنه الكيان بحد ذاته. فالوطن هو الهوية ومن ليس له هوية ليس له دين.

أحببت اللهجة العامية العراقية التي استخدمها وتمكنت من فهمها واستيعاب حركاتها ولكنتها بسهولة الأمر الذي أعطى نكهة مميزة للقراءة.
براعة الكاتب برزت أيضا من خلال تصوير اختلاجات الأمومة والاختلاجات الانسانية الأخرى التي تحاول الرؤية بوضوح رغم ضباب اللاوعي الذي يحرك المشاعر الانسانية.
لقد استمتعت وتأثرت أثناء قراءتي لهذه الرواية. لأول مرة ولجت للواقع العراقي العام من خلال فكر لايميل للمزايدة وإبراز ظلم فئة دون الوقوع في فخ التجريح أو اللوم لفئة أخرى وإثارة الفتن والنعرات الطائفية.
وبما أن الرواية كانت مرشحة لجائزة البوكر لو سئلت عن رأيي فأنا أقول وبلا تردد ومن غير أن أطلع على باقي الروايات المنافسة هذه الرواية تستحق الفوز ليمتها الانسانية الفكرية والأدبية.