Snag الطنطورية Designed By رضوى عاشور Accessible In Publication


رضوى جادة فيما تكتب وهي من ذلك الصنف النادر الذي يزاوج بين الكتابة الجمالية والمشروع المعرفي تتقصى الحقائق وتنخرط فيها وجدانيا وتتجرد لتكتب. أحببتها في أطياف وثلاثية غرناطة ولكنها في الطنطورية "غير"

رضوى تكن احتراما عميقا جدا لقارئها فلا تقدم له عمل أقل من ناضج. أحبها فلترقد روحك بسلام يا رضوى. .
يا صاحبة الطنطورية. .
. . أفضل رواية كتبت بالعربية. .
أفضل رواية للعذاب العربي. . للخيانات العربية. . للصراع العربي العربي. .
آه من الألم في هذه الرواية وآهات أكثر من العروبة.

بلغتها الرفيعة ترسم الدكتورة رضوى شكل سكين الجرح الفلسطيني ولوعة الدم النازف منه تقنيات سردية عالية المستوى أسلوب أدبي جاذب شخصيات واضحة وطبيعيةوقادرة على أن تثير في القارئ المشاعر المبتغاة من الحدث.

توصية كبيرة. الكتاب لاحد دلوقتى جميل جدا "
"بس حزين شوية وكئيب والحالة مش ناقصة

دا كان رائى فى الاول
بس بعد كدا الحياة اتغيرت معايا خالص
الكتاب دا من الكتب
"life changing books"
مستحيل انك تفضل زى ما انت بعد الكتاب دا
مستحيل تبقى رؤيتك و احساسك بالاحداث بتاريخك بنفس الطريقة
كل حاجه بتتغير
وعلى فكره مش كئيب اوى ولا حاجه او زى ما قالت البطلة
اتعودنا
كنت أظن أني أحب فلسطين
الطنطورية اثبت لى أني كنت احبها قولا فقط

رضوى قادرة على مداعبة مشاعرك
فتذوب عشقا اكثر بفلسطين و اهلها


فيتأكد لي مع كل صباح ان في هذه الحياة رغم كل شيء ما يستحق الحياة

"الطنطورية" رواية الجرح الفلسطيني الذي لا يزال في إتساع مطرد منذ ما قبل النكبة مرورا بالنكبات المتتالية مهما تعددت التسميات وابتدعت الأسماء والفذلكات اللغوية سابقا حاضرا وعلى ما يبدو مستقبلا ايضا!!

القصة في سردها الظاهر قصة "رقية" فتاة من الطنطورة التي احتلتها العصابات اليهودية وقتلت اهلها وشردت من تبقى منهم نحو الأراضي المجاورة كان نصيب رقية ان تتهجر الى صيدا في لبنان ثم بيروت ثم ابوظبي فالإسكندرية فعودة الى صيدا بعد تحرير الجنوب اللبناني.


القصة مبنية على ثلاثة اجيال اولها عاصر النكبة وثانيها عاصر الإجتياح وحرب المخيمات ومجازر صبرا وشتيلا وثالثها تفرق في دول العالم. هذا التتابع الزمني ربطته رضوى عاشور بواطة "رقية" بطلتها الروائية وجمعت حولها العديد من الشخصيات بآراء مختلفة متناقضة ومتباينة لكأنها تروي القصة من جوانبها المتعددة دون الحكم على رأي ما او ترجيحه على غيره تركت للقارئ ان ينحاز بنفسه!

لغة الرواية كانت شاعرية وسلسة غاب عنها التحذلق اللغوي فأتت سلسالة يمكن للمراهق ان يفهمها كما للمخضرم في القراءة استعمال المفردات العامية التي تم شرحها بملحق في آخر الرواية كان ممتازا. التقنية السردية كانت كلاسيكية في التتابع الزمني واستعملت الكاتبة تقنية الراوي الأول او ضمير المتكلم في السرد. هذه الأمور مجتمعة لا اعتقد انها كانت بالصدفة بل ان الكاتبة ارادتها بهذه السهولة والإنسيابية لتصل للجميع. . علهم يقرأون!!

القصة بسردها الباطني او برمزيتها جعلت من رقية ذاتها فلسطين ونسجت قصة فلسطين الحزينة ومآسيها التي تتكرر يوميا بمسميات جديدة. المشهد الختامي ذكرني بإحدى طروحات معمر القذافي في الثمانينات!!

المميز في الرواية هو طريقة طرح الأحداث التاريخية التي اتت مطابقة للواقع الفعلي في مجمل الأحداث تقريبا بعيدا عن الخلفية الإيديولوجية في طرح المواضيع التاريخية او القراءة التاريخية. هذا ينم عن جهد كبير في البحث والإستقصاء والقراءة الجيوسياسية المتمعنة لتلك المرحلة المعقدة خصوصا فترة الثمانينات في لبنان. المميز ايضا تسليط الضوء على حرق الكتب وتدمير مركز البحوث واغتيال كنفاني وناجي العلي لأن قتل الثقافة هو الطريق الأسرع لإستلاب الذاكرة

رواية مؤلمة غلب عليها الطرح الأمومي العاطفي محكية على لسان انسانة عادية جدا تفهم الألم والوجع أجادت رضوى عاشور في انتقاءها وإدراج الكلام على لسانها.

أعتقد انني سأهديها لأبنتي حين تبلغ العاشرة من عمرها قبل ان يحشو في رأسها قذارات كتب لتاريخ الحالية!

إن الحكاية صعبة, لا تحكى. متشعبة. ثقيلة. كم حرب تحتمل حكاية واحدة كم مجزرة
هي ليست مجرد رواية . هي سلسة من الأحداث التاريخية التي مزجت في قالب درامي من خلال حياة أسرة فلسطينية من قرية طنطورة تضطر إلى هجر فلسطين واللجوء في بلد الكويت عقب المذبحة التي نشبت بها و هنا تبدأ سلسة أخرى من الأحداث لكل فرد من أفراد هذه الأسرة و إختياراتهم و مصائرهم تحكى بلسان رقية السيدة الطنطورية على مر السنين منذ أن كانت طفلة ثم شابة وأم وجدة وبعد رحلة طويلة واللجوء في عدد من البلدان العربية تختار الرجوع للأصل : لقرية طنطورة.
لتمضي ما تبقي من أيامها بين أهل قريتها الحبيبة

ما تخلفه الحرب دائما في نفوس الأفراد من وجع وتشتت وجرح على مر السنين لا يندمل أو يشفى نهائيا وهذا ما برهنت عليه الكاتبة بجدارة على لسان بطلتها رقية

الاحساس القاسي بالعجز والقهر أمام ما تعانيه فلسطين كل يوم ووجع أبناءه مهما فعلوا سواء تركوها أم بقوا بها
إنها مأساة فلسطين وغصة قلب كل عربي مسلم

هي موجعة جدا, . صادمة جدا. . عاطفية جدا

رحمة الله عليك يا دكتورة رضوى و أسكنك فسيح جناته sitelink
الوجع الفلسطيني متجسدا في كل حرف من حروف الرواية
sitelink

سلك شائك و حشد من بشر على جانبيه, تتصدر الرسمة امرأة بثوب فلاحي ترفع ذراعيها عاليا. تحمل طفلة في الأقمطة على وشك أن تحملها لشاب في الجانب المقابل من السلك يرفع يديه باتجاه الطفلة. على صدر الطفلة مفتاح كبير عتيق يغطي ثلثي جسمها. الخلق على جانبي السلك كلهم طوال. خطوط فارعة تميل خفيفا على كل جانب في اتجاه الجانب
Snag الطنطورية Designed By رضوى عاشور  Accessible In Publication
الأخر كأنها تلتقي في تعريشة توشك أن تكون قوسا.

sitelink
,