وعارك في يديكهذى بلاد لم تعد كبلادىطيف نسميه الحنين بداية لا أعرف سببا لحبى لشعر فاروق جويدة وأستغرب جدا حالة فاروق جويدة أحس شعره قويا وموجها وحازما فى ألفاظه لا أريد أن أقول ثوريا لكنه يبدو أحيانا لشدة شجنه يبدو ثوريا طبعا فيما يخص مسائل الوطن والوطنيةالغريب أنه عندما نشاهد شخصية جويدة فى حواراته التليفزيونية أو برامجه أحس أنه على العكس تماما من شعره شخصية مسالمة لا تعرف القوة ولا الحزم حتى فى طريقة إلقاءه لشعره هو شخصيا أستطيع أن أقول أنه عقل مبدع فى جسد موظفنعود إلى تقييم الكتاب وهو عبارة عن ثلاثة قصائد فقط بعنوان هذى بلاد لم تعد كبلادى والحقيقة أن أكثر ما استفزنى وجعلنى أقدم على قراءة الكتاب هو عنوان القصيدة والتى بالطبع لم تكن القراءة الأولى لها هى هذه القراءةالألفاظ الجرئية والحازمة القاطعة هى من أهم مميزات شعر جويدة فيكفى أن تستمع إلى البيت التالى حتى تتأكد من هذا عندما يتكلم جويدة عن المطحونين من أبناء بلده الباحثين عن العيش الكريم فى ظل فساد واستبداد أنظمة الحكم فى بلادنا فيقولكل الحكاية أنها ضاقت بنا واستسلمت للص والقواد ثانى أهم عناصر تميز شعر جويدة هو الشجن والحنين الدائم للوطن فيقول جويدة على لسان أحد ضحايا الإهمال والفساد فى بلادنا مخاطبا الوطنقد كان حلمىأن يزول الهم عنىعند بابكقد كان حلمىأن أرى قبرىعلى أعتابكالملح كفننىوكان الموج أرحم من عذابك البيتين القادمين سيجعلانك تبكى فكن حذرا عندما يخاطب جويدة وطنه على لسان ضحايا الغش والنصب وعصابة الإفسادأسرفت فى حبى وأنت بخيلة ضيعت عمرى واستبحت شبابىشاخت على عينيك أحلام الصبا وتناثرت دمعا على الأهدابستلمح الآن الثورية بغير مواربة فى شعر جويدة فيقولفى قمة الهرم الحزين عصابة ما بين سيف عاجز ومرابيتعبدون لكل نجم ساطع فإذا هوى صاحوا نذير خرابكيف ارتضيت ضلال عهد فاجر وفساد طاغية وغدر كلابما بين أحلام توارى سحرها وبريق عمر صار طيف سرابشاخت ليالى العمر منى فجأة فى زيف حلم خادع كذاب وعندما يعاتب جويدة وطنه عتاب الحبيب فيقول وبهذا أختم مراجعتى لهذا الكتاب صغير الحجم عظيم الأثرمن كان أولى بالوفاء عصابة نهبتك بالتدليس والإرهابأم قلب طفل ذاب فيك صبابة ورميته لحما على الأبوابقد كنت أولى بالحنان ولم أجد فى ليل صدرك غير ضوء خاب قد كنت تحلم أن تصافحهمولكن الشواهد والمقابر لا تصافحإن كنت ترجو العفو منهمكيف للأشلاء يوما أن تسامح انا بحبهارحل وعارك فى يديك ارحل وعارك أي عارمهما اعتذرت أمام شعبك لن يفيد الاعتذارولمن يكون الاعتذارللأرض للطرقات
للأحياء للموتىوللمدن العتيقة للصغارولمن يكون الاعتذارلمواكب التاريخ للأرض الحزينةللشواطئ للقفارلعيون طفلمات في عينيه ضوء الصبحواختنق النهارلدموع أم لم تزل تبكي وحيدافر أملا في الحياة وانتهى تحت البحارلمواكب العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارلمن يكون الاعتذارهذى بلادى لم تعد كبلادىلا تسألوني عن دموع بلادي عن حزنها في لحظة استشهادي في كل شبر من ثراها صرخة كانت تهرول خلفنا وتنادي الأفق يصغر والسماء كئيبة خلف الغيوم أرى جبال سواد تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا والريح تلقي للصخور عتاد نامت على الأفق البعيد ملامح وتجمدت بين الصقيع أياد ورفعت كفي قد يراني عابرفرأيت أمي في ثياب حداد أجسادنا كانت تعانق بعضها كوداع أحباب بلا ميعاد البحر لم يرحم براءة عمرنا تتزاحم الاجساد في الاجساد حتى الشهادة راوغتني لحظة واستيقظت فجرا أضاء فؤادي هذا قميصى فيه وجه بنيتي ودعاء أمي كيس ملح زادي ردوا إلى أمي القميص فقد رأتما لا أرى من غربتي ومرادي وطن بخيل باعني في غفلة حين اشترته عصابة الإفساد إلى أميوكل أملكنها أمييمر العمر أسكنـها وتسكننيوتبدو كالظلال تطوف خافتةعلى القلب الحزينمنذ انشطرنا والمدي حولي يضيقوكل شيء بعدها عمر ضنينصارت مع الأيام طيفـالا يغيب ولا يبينطيفـا نسميه الحنينفي الأفق يبدو وجه أميكلما انطلق المؤذن بالأذانكم كنت ألمحها إذا اجتمعت على رأسيحشود الظلم والطغيانكانت تلم شتات أياميإذا التفت على عنقي حبال اليأس والأحزانتمتد لي يدها بطول الأرضتنقذني من الطوفانوتصيح يا الله أنت الحافظ الباقيوكل الخلق ياربي إلى النسيانبالأمس زارتني وفوق وسادتيتركت شريط الذكرياتكم قلت لي صبرا جميلاإن ضوء الصبح آتشاخت سنين العمر يا أميوقلبي حائرمابين حلم لا يجيءوطيف حب ماتوأفقت من نوميدعوت الله أن يحميجميع الأمهاترب احفظ أميوجميع الأمهات ثلاث قصائد الأولى في وداع بوش سخط وهجاء الثانية لشهداء مصر الذين ابتلعهم البحر على شطآن اوروبا والثالثة للأم بمناسبة عيدها الديوان صغير وجميل بشكل عام الأسلوب كان مباشرا ربما لذلك افتقدت توريات جويدة الذكيةقد أفسد الذئب اللئيمطبائع الأيام فينا والذممالأمة الخرساء تركع دائماللغاصبين لكل أفاق حكملم يبق شيء للقطيعسوي الضلالة والكآبة والسأمأطفال غزه يرسمون عليثراها ألف وجه للرحيلوألف وجه للالم عذب الكلمات كما إعتدت عليهديوان مكون من ثلاثة قصائدالأولى ارحل وعارك في يديكفي وداع بوش شعرت أنها بمثابة الصفع على وجههالثانية هذي بلاد لم تعد كبلاديأحب هذه القصيدة جدا ولكنها كتبت في ديوان ماذا أصابك يا وطن أذكرها جيدا وأذكر شعوري ورجفة بدني مع كل كلمة وقد كتبت إلى شهداء مصر الذين ابتلعتهم الأمواج على شواطىء إيطاليا وتركيا واليونانالثالثة طيف نسميه الحنينإهداء إلى كل أم في عيد الأم رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنىالناس ترحل في العيون وتختفيوتصير حزنا في الضلوعورجفة في القلب تخفق كل حينلكنها أمييمر العمر أسكنها وتسكننيوتبدو كالظلال تطوف خافتة على القلب الحزينكم قلت لي صبرا جميلاإن ضوء الصبح آتشاخت سنون العمر يا أميوقلبي حائرمابين حلم لايجيءوطيف حب ماتوأفقت من نوميدعوت الله أن يحمي جميـــع الأمهات قد كان آخر ما لمحت على المدىو النبض يخبو صورة الجلادقد كان يضحك والعصابة حولهوعلى امتداد النهر يبكي الوادي الجالسون على العروش توحشواولكل طاغية قطيع ذئابقد قلتإن الله رب واحدصاحواونحن كفرت بالأربابأحببتها حتى الثمالة بينماباعت صباها الغض للأوغادلم يبق فيها غير صبح كاذبو صراخ أرض في لظى استعبادكم قلت لي صبرا جميلاإن ضوء الصبح آتشاخت سنون العمر يا أميوقلبي حائرمابين حلم لايجيءوطيف حب ماتلم ضقـت يا وطني بـنـاقد كـان حلـمي أن يزول الهم عني عند بابـكقد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابـكالملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـكورجعت كـي أرتاح يوما في رحابكوبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابكفبخلت يوما بالسكنوالآن تبخـل بالكفـنماذا أصابك يا وطـن أول ديوان أقرأه للشاعر لم يبهرني لا كلام يقال كلام من القلب قلب امتلئ من الالامبكاء من القلب على وطن ضاع الموقع الرسمي لفاروق جويدة.
Claim Now هذي بلاد لم تعد كبلادي Penned By فاروق جويدة Displayed As Audio Book
فاروق جويدة