يومان وأنت تحاول أن تواصل التركيز في قيرغيزستان المعارضة تتزعمها امرأة انقلاب ووجد باكييف نفسه في العراء لكي تكون سياسيا ناجحا لابد أن تمسك العصا من المنتصف فإلم تكن هناك عصا فارقص على الحبل لابد أن تتعلم الرقص يا ابن ثروت فالزمن القادم صعبة أيامه يمكنك أن تحجل علي قدميك إن لم تكن لديك موهبة الرقص ارقص كما الطير المذبوح:
وانت ماشي تزهر الأعتاب
ماشي زي البوسطجي مايل
جنب قلبك يا بطل يا شايل
للعروسة المستحية خطاب
مستحية والا بتفتحي
الأدب والحق لا يستحي
كنت باتمنى الليالي تعود
بين إيدي لبكره تتمرجحي
بين عيني تقدمي وتنجحي
كنت باحلم بالمدد وجهود
تبقى أيامك عليها شهود
من خدودك لسه أحلى خدود
كنت باستنشق ريحان الصبا
يا رضا الوالدين يا نور العين
والا إنتي السكر المعقود
حاول ألا تفقد التركيز تفقد أشياءك قبل النزول في قدميك مركوبك في دماغك عقلك في جيبك جنيهات معدنية قليلة وبين يديك ديوان مراثيك في يدك خمسة أصابع خنصر وبنصر ووسطى وسبابة وإبهامك وفي فمك مرارة:
يا دمعة العين ما تخافيش تجرى
لابد منك في الحماس الحق
الدنيا صيف والجو مش أخضر
و الموت ماهوش في صفحة الوفيات
ولابد من إتنين
الجوع وناكل
العطش ونشرب
الحياة والموت
الهزيمة وننتصر
الصبر
لكن مافيش صبر في الدنيا يقدر
وإن كنت عمري ميت سنه
وإن كنت ميت ألف لاجئ
ما فيش صبر في الدنيا يقدر يفطمني عن وطني.
حال انتظاري لأي "ميكروباص" يقلني لمحطة "المترو" تجابهني "عزيزة" امرأة تبيت في الشارع منذ عشر سنوات سوداء عجفاء كأنما صبغها الزمان بكلكله تحمل سنواتها الستين فوق ظهرها فلا تمشي إلا وهي منحنية كأنما تبحث عن شىء ضاع منها منذ سنين أخبرتني أمي أنها اعتادت منذ أعوام طويلة على المبيت في عرض الشارع وأعدت لنفسها مرقد أشبه بخربة تنام فيها الليل وعندما سألت أمي عن أبنائها قالت لي:
بيقولوا كان عندها شقة وكانت بتخاف تقعد فيها لوحدها!
لا تعدم عزيزة أبناء خير يجلبون لها طعامها وربما يحممونها في بيوتهم أيضا ولن تعدم أيضا صبية الشوارع وأوباش الطرق يناغشونها بالطوب والشتائم البذيئة التي تجابهها بالأقذع والأقذع مما تحفظه بمخزون ذاكرتها العتيقة أنتظر بنفاد صبر والوقت يمر غير عابىء بطنين رأسي ذلك الصباح:
آدى أيام العجب والموت
جات بسرعه زى غمضة عين
ليه ماقلتش زى لمح البصر
كنت باتقلب على الجنبين
والكابوس من كل جنب يجينى
زى أعمى يحس لما يجس
ألقى نفسى والا أشوف نفسى
بالتفت من آخر الدنيا
الحمير بتجرجر العربات
السما اللى تحت منها حابات
عند كوبرى أبو العلا بتشتى
أنكمش فى جتتى من البرد
لسه حارجع طفل تحت المطر
وأنحنى ع الأرض وافضل عجوز
اتوهمت الخوف دهسنى الخطر
كل شئ إلا الخيانه يجوز
ألبس التوب اللى مش توبى
أعمل الممكن مع المستحيل
أمشى زى الخنفسه و البد
جنــب حيطه فى ركن ع السلم
الحجر الأصفر بيتألم
فيه أثر للعشره مهما تهون
أقبل الظلم اللى فى الأشياء
والليالى بخدها المدهون
والحياه والناس وحتى فى نفسى
واقرا فى الجرنال كلام تانى
وانتقل فى الماضى واستغرب
وابكى ع المستقبل الفانى
حاول ألا تضيع كالعادة من ذاكرتك الملامح الرئيسية وجه قمحي استدارة الذقن تقطيبة الجبين والعيون نجلاء كعيون الظباء أو عيون البقر الوحشي حاول أن تعتصر مخزون ذاكرتك أكثر لتظفر ببضع كلمات من محادثتكما الماضية آه لن تفيدك الكلمات كثيرا لديك منها الكثير لكن خجلك يأبى إلا أن يعتصر كلماتك لتخرج جمل هتماء غير مكتملة:
اركب حصانك يا شاطر حسن
فى السجن ست الحسن والجمال
بينك وبينها الحارس الغبى
والباشا والمملوك والأجنبى
الله أكبر صلى ع النبى
واحمل حسامك يا فتى العرب
ظللت أسبوعين كاملين أربط أصبعي المتورم عندما انتفخ وصار وجعه أوجاع كنت أفكر في حجم التعاسة التي حظيت بها ذلك الشهر لا أستطيع أن أكتب بيدي اليسرى ولن أستطيع أن أمسك قلمي وأبعثر شوارد أفكاري على أوراقي كما كنت أحب أن أفعل قديما كما أن مجرد مرور يدي على لوحة المفاتيح بأصابعي الأخرى السليمة يزيد ألم إبهامي المنتفخ كما الجرح "المعبي" أمر سخيف ألعب مع أصحابي كثيرا كرة القدم دائما أقف حارس مرمى قبل أن ألتقط بيدي الكرة المتقافزة أمامي وأمام زميلي كانت قدم زميلي تطحن أصبعي والكرة معا أعوج إصبعي فوق بعضه وأنا اصرخ من شدة الألم أحد من كان بالملعب من أصحاب الخبرة أسرع وأعاد عظم إصبعي لوضعه الطبيعي في الوقت المناسب لينتفخ اصبعي كما لو كان قربة مملؤوة بالماء أي حظ عاثر هذا:
مهما طال الوقت فيه موعد
طلى فى المستقبل المسعد
شوفي أحلامنا كده بتبعد
ولا أحلامنا كده قـريبة
هما خطين: الـغلط والصح
صلى على الزين أنت كلك دح
واعدلي الناحية اللي متشقلبة
بدأ يحكي كنت مضطرا لإشعاره باهتمامي بما يحكيه يممت وجهي ناحية شفتيه وسبحت في بحر أفكاري للحظة أحس الرجل من زوغان نظرات عيني أني لا أستمع له أمسك
بمرفقي وصوب نظراته في محجري عيوني الآن حوصرت من جهات أربع لم يكتف بذلك بل بدأ يهز كتفي هزا خفيفا لكي أؤمن على نهايات جمله التي لن تنتهي أبدا:
إسمك إيه
إسمي بدل فاقد
صنعتك ايه
صنعتي ناقد!
يعني حاقد
لأ مش حاقد
انت بتدافع
لأ باهجم!
انت بتؤلف
وباترجم!
أنت سادي
ساعات أنا بارجم الهواه واشعر باللذة!
حالة شاذة! حالة شاذة! صورة مهتزة مهتزة!
قلت إيه في الأراجوز
تركي! تركي والفلسفة يوناني!
قلت إيه في مكسيم جوركي
برضه روسي ومش يوناني
مصري إسطنبولي نيويوركي.
.
كل فن ماهوش يوناني يبقى مش كاتبينه أساتذة!
حالة شاذة! حالة شاذة! صورة مهتزة مهتزة
قلت إيه في أدبنا
سطحي!
زي شطحي ونطحي وبطحي
زيهم!
إشرح!
آدي شرحي: باكره اللي يرقص وسطه
واللي مابيعرفش أرسطو,
مش مفيد الناس ينبسطوا!المفيد الناس تتأذى!
حالة شاذة! حالة شاذة! صورة مهتزة مهتزة!
قلت إيه في الكورة
بلاوي!
مش غاويها
لأ مش غاوي!
تعمل ايه يا طبيب يا مداوي لو تطول الجون
أنا اهده! كل شيء فيه شيء من ضده!
كل أهلاوي زملكاوي!إلا ناقد زيي منزه!
حالة شاذة! حالة شاذة! صورة مهتزة مهتزة!
أصبحت أخاف من الحياة الموت مهرب من عبث اللحظات والدنيا سجن المؤمن واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا وأنت ما زلت تقدم قدما وتؤخر الأخرى تخشى أن تضل الطريق فلا طريق كيف لم أنتبه لكل هذا الوقت الذي أضعته في لوعة الانتظار:
أقول لك الحق يا ابني كلنا من الطير
ولولا بين الجناين والشجر ما نعيش
وهدومنا لسه عليها من عيدان العش
يا ميت صباح النعيم
أنا اللي صاحي أهيم
واغني للورد يستاهل صوابعي شموع
بحس هادي ونادي وسندسي ومسموع
الأربعاء القادم أذهب لصاحبي نجلس ونتحادث في الحرف الناقص في رفة العين في اختلاجة الجفن في نعيم اللحظة المنسية في ترف القرش البالي نكتفي في أغلب الأحيان في التحديق في أرتال البشر المزدحمة نزمزم غضبا أملا في تغيير يقول لي بنهاية الأمر أن الأيام تشبه بعضها ونحن ما زلنا "محلك سر" أدندن أنا في نزق: "والسقف من ريش نعام لفحه الهوا غنى" :
sitelinkfile:/D:/DDAADAD.
. .
كنت أغالب غيظي ليس هناك أعظم من كظم الغيظ أحاول أن لا يبين وجهي عن كبير انزعاج بما استمر الرجل في قوله عندما لم أحتمل بقية جملته الغبية أدرت له ظهري ومشيت بينما استمر هو في صياحه وتهديده غباء اللحظة العنجهية أوثان النفس البشرية الطينية ظللت أبتعد تدريجيا عن مجال كلماته المسمومة بينما في داخلي أترقب السهم الذي سينغرس في ظهري:
لا تعد أبدا لتلك الآه
إنها الشكوى لغير الله
كل شعر بينكتب مرتين
كل كلمة وليها شاهد عين
قبل شاهد بالودان والقلب
يستحيل إن كنت ماشي في نور
إن ظلك يتمحي بالغصب
بص تحتك يا أسير الأسى
التراب بيغربل اللي اتنسى
والجناين تبعد المكنسة
والعرب تحلم بماء عذب
لا تعد أبدا لتلك الآه
إنها الشكوى لغير الله
سألني إن كنت أريد أن آكل قلت له في حياء بأني ممتلىء تماما لم يلحف على في الدعوة جلس وسألني عن أخبار عائلتي أخبرته في تسليم بأن الجميع بخير حال بعد لحظات صمت سألني إن كنت بحاجة لمال أجبته في ضجر أني ما جئته لهذا فاعتدل في جلسته وسألني باهتمام مصطنع: ماذا تريد إذن
يا دلع فاضي و دلع فاضي
يا اللي بتعدل علي القاضي
يا واد انت يا اللي انا هوه
حته توجع قلبي من جوه
يا غريب الضعف و القوة
يا سلام الحاضر الماضي
يا دلع فاضي و دلع فاضي
يا اللي بتعدل علي القاضى
يا طريقة ضحك مش هيه
يا جحا يا لابس القفطان
زي فستان الدره و الخس
يا اللي خليت القلل تترص
دمي في الارض الشراقي اتمص
يا مهاديني الصبر و الحرقة
كنت غنوة في اخر الطرقة
قاعده بتعيط بصوت واطي
يا دلع فاضي و دلع فاضي
يا اللي بتعدل علي القاضي
كنت ايه باينني ماكنتش
شاكرا بالليل لمن أعطي
شاعرا إن أنا الأوطي
و امي بتقولي جاتك خبطة
و ابني يلعب خارج الملعب
كلهم بيضادي بيضادي
يا دلع فاضي و دلع فاضي
يا اللي بتعدل علي القاضي
شد حيلك يا ولد هفتان
يا جدع انزل مانيش نازل
سيبنا بنزغط و بنربي
ع السطوح و نغني بالزاجل
ياما عشت و مت بالساهل
و ابتسمت وراي و قصادي
يا دلع فاضى و دلع فاضي
يا اللي بتعدل علي القاصي
يا ما بين الشوط و بين الشوط
كنت احس بدنيا بتوجوج
جوه قلبي و شكوي بتشكوك
يا بنات قلبي يا عصفورة
البلابل اسمها العربي
باللاوندي اسمها دون كيشوت
الانجليزي اسمها بكويك
اسمها بالتركي شيخ راضى
اسمها عند العرب بلبال
انخلوني تاني بالغربال
علموني كيف رواق البال
لما يدبحني اللي يدبحني
لما يدبحني و انا مطاطي
يا دلع فاضي يا دلع فاضي
يا اللي بتعدل علي القاضي
.
Obtain الأعمال الكاملة: الجزء الأول (مصر) Executed By فؤاد حداد Shown In Edition
فؤاد حداد